العصبية والتطرف بقلم حاتم السيد مصيلحي
بينهما رابط يربطهما وهو عدم قبول النقاش والحوار في مسألة أو قضية ما ، إما لعصبية مذهبية أو حزبية أو عقائدية…… وهذا من شأن أهل الباطل فهم غير مستعدين لسماع الآخر أو قبوله مظنة منهم أن سماعه قد يضعفهم وقد حدثنا القرآن عن صنف من هؤلاء الناس على لسان نوح عليه السلام ، فقال: (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا )وإن كان التعصب ليس مستهجن على إطلاقه ، فإن كان التعصب في الحق وضد الزور والباطل فهذا تعصب محمود ، أما إن كان غير ذلك فهو تعصب أعمى ،كأن يتعصب المرء لفكر أو اتجاه معين وقد صم أذنيه عن الحق وقد صور الله تعالى هؤلاء في مواطن عدة منها قوله تعالى: (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون ) وقوله تعالى : ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ).
أما التطرف فهو مرحلة تالية للتعصب الأعمى وهو أن ينخلع المرء من مجرد التعصب للأفكار ويتحول إلى متطرف يريد أن يفرض رأيه عنوة بالتعدي على الآخرين بالقول أو الفعل وهذا تماماً عكس الوسطية والاعتدال فالله تعالى لم يكره أحداً على قبول دينه فقال تعالى: ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) ولم يرغم المسلمون أحداً على الدخول في الإسلام ، وإنما أهل الضلالة والباطل يودون أن ينشروا ضلالتهم ؛ لأن ذلك ربما يشعرهم بالأمان ، ويتخذون من ذلك مبرراً للفساد وسفك الدماء.
التعليقات مغلقة.