العلاج بالألوان…هنا سعد
تكلمنا فى مقال سابق عن التأثير النفسى للألوان على الإنسان فى شتى ميادين الحياة واليوم نتكلم عن إستخدام الألوان كنوع من أنواع العلاج البديل وذلك بإستخدام الطاقة المشعة للون وما لها من طول موجي معين ،تقوم المستقبلات الضوئية في الشبكية بترجمتها إلى ألوان ،ولكن قبل الحديث عن هذا النوع من العلاج ينبغى أن نتطرق إلى نشأة العلاج اللونى.
نشأة العلاج اللونى
يعود العلاج بالألوان لعصر الفراعنة الذين استخدموه طبقا لمفاهيم عصرهم، فكانوا يضعون الأفراد في غرفة ويسلطون عليهم اللون الذي يعتقدون أن أجسادهم في حاجة إليه لتمتص ذلك اللون.
وأيضاً استخدم الفراعنة اللون فوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم وقتل البكتيريا وبالتالي المحافظة على المومياوات.
كما استخدم اليونانيون والصينيون الألوان في بعض علاجاتهم التكميلية، والغريب أن للألوان تأثيرا على مكفوفي البصر تماماً كالمبصرين، وذلك نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم وهذه الفكرة استخدمها الصينيون القدماء في علاج الأمراض وتسمى بالـ”فينج شوي”.
وفي حاضرنا أصبح العلاج بالألوان وسيلةً من وسائل العلاج البديل؛ إذ أثبتت البحوث أنّ استخدام اللون يمكن أن يكون ذا تأثير في العديد من جوانب الصحة الجسدية والعقلية والعاطفية؛ إذ إنّ لكل لون تأثيره على الإنسان وذلك بفعل الترددات والاهتزازات داخل الأجسام، كما أصبح يُمكن إعطاء المريض جرعةً من الألوان كجرعة الدواء والطعام، وذلك بتسليط ضوء يمتلك لونًا معينًا، مثل الأحمر، والأصفر، والأزرق، وغيرها من الألوان على مختلف مناطق الجسم، أو توجيه أنظارهم إلى هذا اللون.
وتحتوي الشبكية… على ثلاثة ألوان هي (الأخضر… والأحمر…والأزرق
وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري مما يؤدى إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية.
ولكل كائن حي ولكل نظام من أنظمة الجسم لون خاص يثيره وينبهه، وآخر يكبح عمل ذلك العضو أو النظام.
دراسات وتجارب
ابتكر فريق من العلماء أجهزة ووسائل يمكن من خلالها تسجيل جميع الانعكاسات التي تصدر عن الإنسان نفسياً أو جسمياً تحت تأثير الألوان، فتبين أن للألوان حسب أنواعها، تأثيرات في الإنسان تتمثل في تسارع ضربات القلب، وتناوب حركات الجفون فتحاً وإغماضاً، وازدياد قابلية الكف لتوصيل الحرارة والكهرباء بازدياد رطوبتها وإفرازها العرق، واختلاف في حركات التنفس، واختلاف في الرسوم البيانية التي تسجل نشاط الدماغ.
تجربة تمت في لندن على جسر ( بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار ؛ لأن أغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه فتم تغيير لونه القاتم إلى اللون الأخضر مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ.
فاللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان، كما أن طول موجته وسطى فليست بالطويلة كاللون الأحمر و ليست بالقصيرة كالأزرق ، وهو لون إيجابي بنسبة 100% لذا جعله الله من نعيم أهل الجنة.
فنيات العلاج بالألوان:-
إن عملية العيش في حالة نفسية متوازنة تقتضي تحقيق توازن جميع الطاقات اللونية داخل الجسم، وعندما يختل هذا التوازن ينشأ المرض.
اكتشف العلماء وجود مجال كهرومغناطيسي حول كل كائن حي، يعمل على امتصاص الضوء وتحليله إلى ألوان الطيف التي تبدأ بالأحمر وتنتهي بالبنفسجي.
أكد العالم البريطاني ( ثيوجيميل ) أن الأمراض النفسية والعضوية يمكن علاجها من خلال تغيير الألوان في المنزل أو المكتب حيث كشفت الدراسات العلمية أن الألوان دواء لكل الأمراض .
وتنقسم الألوان إلى نوعين:
الألوان الموجبة: تمتاز بتفاعلها الحمضي وإشعاعاتها المنشطة؛ كالأحمر واللون تحت الأحمر والبرتقالي والأصفر والأسود.
الألوان السالبة: تمتاز بتفاعلها القلوي، حيث تكون إشعاعاتها باردة ومهدئة.
الألوان وعلاج الامراض :-
الأحمر
يعالج الاكتئاب والكسل ونقص الشهية والاحساس بالإعياء،ويزيد معدل ضربات القلب ونشاط المخ ومعدل التنفس
يقوي اللون الأحمر مناعة الجسم لمحاربة الأمراض، ويرى المختصون أن ارتداء اللون الأحمر يوحي بثقة عالية في النفس وقوة كبيرة، ويعطي إحساسا بالنشاط، لا سيما عند الشعور بالتعب والإجهاد.
وأشار هؤلاء إلى أن اللون الأحمر يعتبر لونا مميزا للرومانسية والعاطفة المتدفقة، لأنه يزيد الطاقة وحرارة الجسم .
اللون البرتقالي
منشط عام، و مضاد للإحساس بالهبوط، الفتور والنعاس والاضطهاد واليأس، وكافة المشاعر السوداوية.
يشفي أمراض القلب إذ أنه مقوي للقلب، والاضطرابات العصبية.
يعتبر من أحسن الألوان لفتح الشهية وخاصة لرفع معدل الشهية عند المرضى، ولذلك يوضع مفارش برتقالية على طاولة الطعام للمرضى الفاقدي الشهية، كما يساعد اللون البرتقالي على الهضم وينشط الجهاز التنفسي(سبحان من جعل البرتقال علاج لأمراض الجهاز التنفسي جراء ادوار البرد ).
وللذين يعانون من الإرهاق في العمل أو المنزل. ويُنصح بأن يحيطوا أنفسهم بديكورات برتقالية اللون لأن هذا اللون مُقاوم للنعاس.
اللون الأصفــر
ثبت فاعليته في تقوية جهاز المناعة وزيادة نسبة الكالسيوم عند كبار السن علما بأنه لا يوجد ضوء أصفر في الحقيقة، لكن تواجد الضوء الأحمر والأخضر معاً ينتج الإحساس بهذا الضوء.
- كما أن اللون الأصفر ينشط المخ ويقوي العقل، ويمكن ارتداؤه لتحفيز الإبداع وتصفية الذهن لا سيما عند الإصابة بالتوتر العصبي وتنشيط اليقظة الفكرية.لذلك كان الأصفر رمزا للقدرة الفكرية والذكاء والمرح والإبداع في نفس الوقت.
يؤثر على البنكرياس والكبد والطحال حيث يساعد على إعادة بناء الأنسجة بها.
وهو من أشد الألوان إيقاعا في الذاكرة فكلما أردت أن تتذكر شيئاً اكتبه على ورقة صفراء، وربما لذلك انتشرت الألوان الصفراء المكتبية التي يمكن لصقها على المكتب أو على جهاز الحاسب الآلي للتذكير. - يرفع ضغط الدم ويزيد معدل نبضات القلب ولكن بصورة أقل من الأحمر.
يؤثر تأثيرا إيجابيا على عمل الغدة الدرقية والشُعب، ويقوي الجهاز العضلي والعصبي للجسم.
-ويُنصح باستخدامه بشكل خاص للشخصيات التي تعاني من عسر في الهضم أو أمساك مستمر أو صداع نصفي، وكذلك لمن لديهم استعداد للاكتئاب أو التشاؤم .
اللون البنفسجي
يقوى عضلة القلب وينظم حركة الحجاب الحاجز ويزيد من عمر الأنسجة كما يستعمل في حالات التهاب المفاصل ولتخفيف الآلام في حالات الولادة ويستعمل أحيانا مع اللونين الأخضر والأصفر لعلاج بعض أنواع سرطان الجلد، كما يزيد من استفادة الجسم بالغذاء.
هذا اللون يستعمل أيضا في مجال علم النفس لمعالجة بعض الاضطرابات النفسية وأثار الصدمات العاطفية.
اللون الأخضـر
هذا أكثر الألوان تأثيرا على الجهاز العصبي … يفيد في حالات ارتفاع ضغط الدم وتوتر الأعصاب وتسكين الآلام كما أنه يساعد على الوقاية من قرحة المعدة وتقلصاتها الناتجة عن الاضطرابات العصبية، كما يفيد في علاج أمراض القلب لأنه يحقق الشعور بالاتزان والهدوء لذا يستخدم في الأماكن شديدة الضوضاء- يفيد هذا اللون في تهدئة الآلام، ويؤثر على اللسان والمخ، ويخفف من الاضطرابات العصبية، إذ أنه من أكثر الألوان تهدئة للجهاز العصبي لأنه يقاوم الهياج العصبي،ويساعد على العمل بشكل متوازن.
لذلك ينصح المرضى بأخذ قسطاً من الراحة بالاستجمام بالأماكن الخضراء الطبيعية.
اللون فوق الأخضر:
يعتبر هذا اللون قاتل للجراثيم.. ويلحم الأنسجة الحية والجروح.. وهذا الإشعاع أقوى من كافة الألوان الأخرى.. وهو موجود في داخل الهرم الأكبر كما أشرت سابقًا وموجود كذلك في المضادات الحيوية.
اللون الأزرق
يساعد على الاسترخاء ويجدد نشاط الجهاز العصبي بالجسم، وقد يكون ارتداء الأزرق مفيدا في السيطرة على العواطف والمشاعر وخلق إحساس بالقوة والاستقرار النفسي والمعنوي.ويعتبر مهدئ للأشخاص زائدي العصبيّة،ذوي ضغط الدم المرتفع، إذ يفيد في انخفاض الضغط ويؤدي إلى الاسترخاء ويخفض من عدد مرات التنفس، وقد أجريت تجربة عندما أتوا بأطفال عدوانيين ووضعوهم في فصل دراسي أزرق ولاحظوا هدوء نسبي وانخفاض في العدوانية وأيضا لوحظ أن اللون الأزرق يلطف الجو ويبرده للناس الذين يعيشون في الأجواء الحارة الرطبة.
يفيد الأزرق للأشخاص الذين يعانون من الأرق،ولكن لا ينصح باللون الأزرق لأصحاب الأعصاب الهادئة جداً لأنه يعتبر أبرد ألوان قوس قزح، كذلك الحال بالنسبة لمن تنقصهم الطاقة والحيوية لماله من إيقاع مثبط للهمم.
اللون الأبيض
هذا اللون يشمل كافة ألون الطيف الضوئي ويمكن استخدام هذا اللون لعلاج مرض الصفراء وخاصة للمصابين بها من من حديثى الولادة وكذلك ينصح الأطباء مرضى الدرن الرئوي بالتريض في ضوء الشمس القوي وارتداء ملابس بيضاء.
كما يساعد اللون الأبيض على تقوية الأعضاء وبصفة خاصة الجهاز المناعي.
التعليقات مغلقة.