العلاج بالبرمجة العصبية فى القرآن الكريم
هنا سعد
كل شعور سعيد ناتج عن عمل جيد، وكل عمل جيد ناتج عن تفكيرسليم ونية إيجابية؛ والعكس صحيح.
من أفضل الطرق الفعالة فى علاج المشاعر السلبية هى إعادة برمجة العقل بطريقة متوازنة وذلك عن طريق محاورة ومناقشته العقل فى المشاعر التى يتبناها.
فقد أثبتت الدراسات أن البرمجة العصبية هى الأسلوب الأمثل والأكثر إقناعًا للكثيرين.
ويستطيع كل شخص أن يعيد برمجة عقله ليستحدث الإصدار الأعلى والأصح من التفكير لينتج عنه شعور سليم يتميز بالتوازن والعقلانية.
شرح مبسط لهذه الطريقة:-
الطريقة الناجحة والأكثر استخداماً من قبل المعالجين والمرشدين؛ هي أن يضع الشخص الذي يعاني من مشاعر سلبية ورقة وقلماً ويفكر بالمشاعر السلبية التي يحسها، ثم يكتب عدة مشاعر إيجابية يطمح إلى تحقيقها والتى يأمل أن تحقق له النجاح.
ثم يبدأ بالتفكير بما كتبه من مشاعر سلبية وما تسببه له لو استمر تفكيره على هذه الحال،
ويتخيل المواقف الصعبة التي سيمرّ بها لو ظل الحال على ما هو عليه من انفعالات سلبية وتصرفات قد تسبب له الضرر.
ويحاول أن يتخيل ردود أفعال المجتمع المحيط به على ما يحمله من أفكار سلبية منفّرة.
بعد ذلك ينتقل إلى المشاعر الإيجابية والأفكار والصفات التي يود أن يتحلى بها، ويفكر بنتائجها الإيجابية من استقرار نفسي وجسدي، ويتصور الحالة التي سيكون عليها فيما لو تحلى بهذه الصفات.
وكيف ستتغير نظرة من حوله إليه، يتخيل مدى محبة الآخرين له وكيف سيكسب احترامهم وتقديرهم وثقتهم.
عندما تتفاعل هذه الأفكار معًا وتنفذ إلى العقل الباطن؛ يبدأ التغيير باتجاه المشاعر الإيجابية، فالنفس البشرية بطبيعتها تميل إلى حب النجاح والاستقرار والأمل.
هذه الطريقة لم يبتدعها أحد من تلقاء نفسه بل ثابتة هى داخل النصوص القرآنية؛ فلا نجد آية تتحدث عن الجنة إلا ومعها آية تتحدث عن النار، وكل آية تتحدث عن العمل الصالح ومحاسنه، تليها آية تتحدث عن العمل السيئ وعواقبه وسلبياته.
دعوةً للتفكر فى عواقب السلوك وما يصاحب التفكير من مشاعر نتيجة التفكر والتعقل
(هذا هو لب البرمجة العصبية)
حيث يدعو القرآن الكريم إلى إعمال العقل فى شؤون الفرد ليقرر كيف يؤول حاله إلى السعادة -الضالة المنشودة- وأيهما يفضل؟
أن يعيش حياة هادئة مطمئنة؛ ناتجة عن السلوك المتوازن أم يلاحقه الاضطراب والقلق والخوف ؛والذى غالبًا ما يكون حصيلة سعى الفرد نفسه.
التعليقات مغلقة.