موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

العلاقات الخريفية بقلم إبراهيم مصري النهر

263

العلاقات الخريفية بقلم إبراهيم مصري النهر


تخرج من كلية الطب وبعد أن أنهى سنة الإمتياز، تم تكليفه باحدى الوحدات الصحية الريفية ليمارس عمله كطبيب في قطاع الطب الوقائي، في أول يوم لاستلامه العمل بهذه الوحدة الذي أضناه السفر للوصول إليها، أنزله سائق التوكتوك على بعد أمتار من سياج من أوراق الزينة يلتف حول مبنى أبيض، وأشار بسبابته قائلا: ها هيّ الخرابة، أقصد الوحدة لكي لا تزعل فيبدو عليك طبيبا جديدا لها.
أومأ الطبيب برأسه مرددا: لا بأس، لا بأس، وأخرج حافظته ليعطيه مقابل توصيله.

ثم حمل حقيبته المكتظة بملابسه وبعض الأكلات التي يحبها أعدتها له أمه، ووقف وألقى نظرة على الوحدة، لكنه لم يرها خرابة كما وصفها سائق التوكتوك، فقد رأى مبنى جميلا يتوسط حديقة غناء يحتضنها سياج من نباتات الزينة المزهرة.
دخل الوحدة وبعدما مارس عمله فيها لمس كم الخراب الذي كان يقصده سائق التوكتوك من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية وعطب في الأجهزة الطبية، وسوء معاملة متبادل بين المرضى والطاقم الطبي.
حاول الطبيب الشاب أن يجمل بفرشاة طبه من هذا الخراب، بحسن استقبال المرضى، وامتصاص غضبهم، ومدواة جرح النقص الدامي في الأدوية، وفي ظل هذه الصورة المعتمة لاح شعاع نور، غرس بين هذا الخراب والركام وردة جميلة، ورسم لوحة إنسانية تطفي على كل هذه التشوهات جمالا من جمال روحها وحسن أخلاقها؛ قدوم هذه الطبيبة الشابة لطف من التصحر العاطفي الذي يعاني منه هذا الطبيب الشاب وأصلح من الخراب الخدمي الذي يعاني منه المريض.

تبادلا معا الفرشاة لتجميل الصورة، وخلق روح من الحب والتعاون والاحترام المتبادل بين طاقم العمل، وبدأت المرضى ترتاد المكان، وتعلق أهل القرية بالطبيب والطبيبة تعلقا شديدا، وأخذوا يحكون عنهما الحكايات في الإخلاص والتفاني في العمل، والمهارة الفائقة في تشخيص أمراضهم وتخفيف آلامهم.

في أحد أيام الخريف، وفى نسيم العصاري جلست الطبيبة تحت أشجار حديقة الوحدة العارية من الأوراق، ومن الخلف جاء الطبيب بأقدام تهشم أوراق الشجر الساقطة، وسحب كرسيا وجلس مقابلا لها.
وسألها: فيما تفكرين؟
كانت إجابتها تنم عن فيلسوفة وليس باشحكيمة فقط، حيث قالت: إن الخريف أحب فصول العام لديّ، ففيه التجرد من كل زينة، وإظهار الحقيقة وعدم مداراة العيوب.. وسكتت هنيهة وواصلت: وكذلك في العلاقات يجب الوضوح والتلقائية وعدم التجمل، فالطبع يغلب التطبع، ومع الوقت ما يخفيه المتجمل سيظهر جليا، ولذلك فالعلاقات الخريفية تدوم.
ولكن الطبيب الشاب تظاهر بعدم إدراك ما قالت وجعل أذنا من طين وأخرى من عجين.
د. إبراهيم مصري النهر

التعليقات مغلقة.