موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

العلمانية والعولمة والأزهر عرض وتقديم /حاتم السيد مصيلحي

348

العلمانية والعولمة والأزهر تأليف: أ.د.كمال الدين عبد الغني المرسي (رحمه الله)

عرض وتقديم /حاتم السيد مصيلحي

عندما خلق الله الكون وضع له القوانين والدساتير التي تنظمه وتحكمه..وأول هذه الدساتير عهد الأمانة،حيث قال سبحانه:{ إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} وبهذا العهد وبذلك الميثاق حمل الإنسان أمانة التكليف والخلافة على الأرض،فإن حافظ عليها وصانها وصل إلى مراده،وإن غفل عنها وأهملها تاه في غيه وعصيانه.

فقد ظهر في العقد الأخير من القرن الماضي بعض الأيدلوجيات الحديثة التي جاءت كرد فعل وبديل للسياسات والأنظمة التي سقطت وهوت،فكانت سببا في أرق المفكرين وحيرتهم، ومن ثم جاء هذا الكتاب ليقطف ثمار تلك الأفكار،ويجمع شتات هذا الجهد مقدما تأريخا وتوضيحا لهذه المفاهيم.

الفصل الأول: العلمانية ـ أخطر أنواع الفكر المعاصر:

يقول المؤلف: إن العلمانية هي استطلاع حديث يقصد ماليس دينيا ولا كهنوتيا،ولعله مشتق من لفظ العالم،وجاء في بعض المعاجم: العلماني عند الغربيين المسيحيين: من يُعنَى بشئون الدنيا نسبة إلى العلم،بمعنى العالم، وهو خلاف الكهنوتي،ويمكن تلخيص مفهوم هذا المصطلح في أنه:” الإيمان العقلي المادي ” وأما العلمنة فمعناها الوصف بالعلمانية،كأن نقول علمنة الثقافة،وعلمنة التعليم.
ويرى الأستاذ فتحي رضوان أن أصول العلمانية ترجع إلى ردود الفعل لثورة مارتن لوثر ١٥٢٠م على البابا وانتقاده العنيف إياه لبيع صكوك الغفران للعصاة والخاطئين من المسيحيين مقابل مال كثير يدفع للبابا،فيضمن لهم دخول الجنة.. ولسخط لوثر على عبادة القديسين ودعوته إلى العمل بالكتاب المقدس وحده، فقد ترتب على ذلك تجريد الدولة من كل نشاط ديني وعدم تحميل ميزانية الدولة شيئا من نفقات الكنائس والأديرة،وتحريم التعليم الديني في المدارس والمعاهد الحكومية.

اليهود وراء فكرة العلمانية:

ويرى بعض أئمة الصوفية أن اليهود هم الذين روجوا لفكرة العلمانية؛ بغرض القضاء على الملتين المنافستين للملة اليهودية وهما: الإسلام والمسيحية وذلك إبان القرن الثامن عشر الميلادي..فالعلمانية باختصار شديد: هي فلسفة تبناها العالم الغربي،ترمي إلى تهميش الدين وإلغاء الإيمان بالغيب،وتنصيب الإنسان إلها جديدا مع الاعتراف فقط بالعقل والمادة والشيئ المحسوس والملموس.
وينتقل بنا المؤلف إلى الحديث عن قضايا أخرى وثيقة الصلة بالعلمانية،بل تعد القواعد الأساسية التي نشأ عنها خطر العلمانية،منها:

أولا: قضية التطور:

وهنا يشير المؤلف إلى أن الفكر الإسلامي يستمد مفهومه للتطور والثبات من قانون التوازن الذي يحكم الموجودات جميعا،وعنده أن هناك عنصرين: أحدهما يمثل الثبات والاستقرار،والآخر يمثل التحول والانتقال،وأنه لاسبيل إلى إلغاء أحدهما ولاسبيل إلى القول بالتطور المطلق،وإنكار عنصر الثبات..ولابد من الارتباط بين العنصرين وإقامة التوازن بينهما،وإنه من المستحيل عقلا ومن المناقضة لقوانين الوجود والحياة أن يتوقف أحدهما أو أن ينفصل ولا أن يستعلي أحدهما ويسيطر،والفكر الإسلامي ثابت الجوهر متغير الصورة،وفي الفقه يجري التطور بالنسبة للأحكام الفرعية دون الأصول، وفي الشريعة أصول ثابتة لا تخضع لقوانين التطور، كالربا والزنا والقتل والصلاة والزكاة والحج..فهذه من القوى الثابتة التي لا تتأثر بالتطور، ولا يستطيع التطورمهما بلغ من قوة الحركة أن يقضي عليها أو يختصرها،أو يحولها عن وجهها الصحيح،وكذلك نظام الكون نجد القوى الثابتة، ونجد القوى التي تتحول وتتحرك،والأصول الثابتة ليست خاضعة للتطور،وهذا وهو مفهوم الإسلام وهو مطابق للمفهوم العلمي تماما،ولكل مفاهيم العقل والمنطق.
أما المفهوم المطروح في أسواق الفكر الغربي والذي وصل صداه إلي الفكر الغربي الإسلامي لم يقم على أساس علمي،ولقد كانت نظرية التطور هي المنطلق الخطير للقول بأن كل شيئ يتحول ويتغير ولا يبقى على حاله وأنه يبدأ في أول الأمر ضعيفا ثم ينمو، وقد جرت محاولة تطبيق ذلك على الأديان والأخلاق،ومنها انطلقت النظرية التي تقول بأن الأخلاق تتطور مع العصور،وأن الأديان تتطور مع البيئات والقول بهذا مخالف كل المخالفة للحقائق العلمية الصحيحة ومعارض لنواميس الكون والحياة.
ومن أبرز من دحضوا أخطاء نظرية التطور المطلق الدكتور كريس موريسون الذي أجاب بعد بحث مستفيض على السؤال المطروح ” إن حقائق الأشياء ثابتة لا تتغير وإنما الذي يتغير هو الصورة فقط ” ومضى يضرب الأمثلة على ذلك كقوله: إن نزعة الطعام لم تتطور وإنما الذي تغير هو صورة الطعام،وإن نزعة اللباس وستر العورة لم تتطور،وإنما الذي تطور هو صورة اللباس….الخ.
وقد فرق الباحثون المسلمون بين التطور والتطوير، وعارضوا القول بأن التطور معناه تفضيل الطور الأخير على الطور السابق له..فالتطور يشمل أي تغير يحدث في أوضاع الجماعة سواء في اتجاه تقدمي تصاعدي أو في اتجاه عكسي تنازلي.
أما التطوير فهو على عكس ذلك، يختص أولا بالتغيير التصاعدي الذي يهدف دائما إلى طلب الكمال والحياة الأفضل ويتأثر بدوافع خارجية عن طبيعته، والقوة الخارجية هي: القيادات الإصلاحية والدعوات التقدمية.

ثانيا: قضية الحرية:

ويبين المؤلف مدى وقع كلمة ” الحرية ” على آذان متلقيها في قرن ساد فيه الاستعمار وكثرت فيه الثورات.. ودوت فيه صفارات الإنذار معلنة الحربين العالمتين، والحروب الأهلية والعنصرية والتي راح ضحيتها ملايين البشر وسقطت بسببها كثير من الإمبراطوريات والحضارات، وقد رد كلمة الحرية في تطورها الفلسفي الغربي إلى الثورة الفرنسية التي قادها رجال المحافل الماسونية من أجل تحطيم القيود التي كانت تفرضها المجتمعات الأوروبية على اليهود ومن حيث التعامل والإقامة والعبادات وغيرها.
ثم كانت هذه الكلمة من بعد ذلك منطلقا لمذهب سياسي واقتصادي اتسمت به الرأسمالية الغربية،وهو مذهب الليبرالية حيث يوصف الليبراليون بالفردية،وكذلك جرت الدعوة إلى الحرية في الفن والأدب وارتفعت أصوات بالدعوة إلى حرية الفكر وصدرت في الثلاثينات مجلة تحت اسم ” العصور ” كانت تكتب على غلافها هذه العبارة:( حرر فكرك من كل التقاليد والأساطير الموروثة حتى لا تجد صعوبة ما في رفض أي رأي من الآراء،أو مذهب من المذاهب اطمأنت إليه نفسك،وسكن إليه عقلك إذا انكشف لك من الحقائق ما يناقضه).
وكانت هذه دعوة إلى دحض الأديان والعقائد والقيم..ونحن حين نرجع إلى مفهوم الحرية في الإسلام نجد وضوحا وتكاملا وسماحة لا تصل إليها مفاهيم الفلسفات الغربية،وهي حرية الكلمة،وحرية الضمير تجمعها آية واحدة في القرآن { لا إكراه في الدين…} فهي حرية الاعتقاد والقول والتفكير، بل إن الإسلام هو الذي علم الإنسان كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين، وقد كان يظن أنهما لا يجتمعان.

ثالثا: قضية الحداثة:

يعرض المؤلف لقول المؤرخ اللبناني مسعود ضاهر حيث يقول: ” ليست الحداثة مصطلحا لغويا يسهل تفسيره بشرح المدلولات اللغوية المرتبطة به،بل الحداثة مفهوم ثقافي تحدد به سمات المجتمع الحديث أو العصري “.
ويشير أيضا إلى قول الدكتور مصطفى هدارة الذي يقول:” إن البعض قد استغل جاذبية المصطلح للترويج والدعاية لتبنيه، لكن الدارس للآداب والذي يعرف معنى الحداثة يعلم تماما أنها نظرية ليست أدبية فحسب،بل هي نظرية فكرية تنادي بالقطيعة الكاملة مع تراث الماضي والتمرد على الحاضر بكل أشكاله ليس فقط في النواحي الأدبية بل السياسية والاجتماعية والاقتصادية،وأيضا الإلحاد الكامل وعدم الاعتراف بوجود إله..ولو تأملنا جيدا هذا المذهب لتأكدنا أننا أمام نظرية تدعو إلى الفوضى وعدم العقلانية،والانعزال الكامل بين المبدع والمتلقي،لذا أدرك النقاد العظام في أوروبا،فسموا حركة ومذهب الحداثة بما يستحقه “إنها حركة هدامة تدل على الغموض،بل إنها حركة شيطانية”.
دول الغرب تتجرع مرارة الوثنية بسبب العلمانية:
وقد أثرت العلمانية التي كانت ترمي إلى التقليل من شأن الدين في نفوس ضعاف الإيمان، وصار الاعتقاد الديني عند بعض أهل دول الغرب رقيقا يصحبه شيئ من الاضطراب والحيرة حتى تمرد الشباب وخرج معظمهم عن حدود المألوف حيث تبلبلت أفكارهم، وصار الدين بالنسبة لهم غريبا عنهم ولم تعد تؤثر فيهم نصائح القديسين ومواعظ القسيسين وأصبح الأدب في عرفهم ضربا من الجنون، وأضحت الفنون لونا من العبث.
ثم يجيب المؤلف عن سؤال جوهري،ألا وهو: هل يوجد علمانيون في بلاد الإسلام؟
ويجعل من هذه الإجابة بحثا لمناقشة آراء بعض العلمانيين المعاصرين والرد عليهم،ومن أبرز هؤلاء السفير أحمد أمين،والذي يقول:”أنا أرفض تسمية الإسلاميين كنقيض للعلمانيين الأمر الذي يوحي بأن العلمانيين غير مسلمين،في حين أنه يمكن أن يكون الشخص علمانيا ومسلما إسلاما حقيقيا،ويقول: أنا مسلم علماني دون أدنى تعارض،فالعلمانية لا تعني الإلحاد..”
ويعلق المؤلف قائلا: إن هذا كلام يجافي الحقيقة،ويناقض الواقع،ودليل ذلك أن الإسلام تناولت أحكامه كافة شئون الحياة،أما العلمانية فهي تنادي برفع يد الله عن أي حكم،وتتوجه إلى الدنيا لترفع عنها يد الدين،وتدعي أن النصوص الواردة بشأن تنظيم الحياة أولى بها أن تحفظ في متاحف التاريخ؛ لأنها لم تعد صالحة للتطبيق، وهي بذلك تعلي كلمة البشر وتخفض كلمة الله سبحانه وتعالى،وتجعل من الإنسان إلها مشرعا يرى لنفسه حقا قد سلبه منه خالقه وعلى ذلك فإن التلاقي بين الإسلام والعلمانية كالتلاقي بين متناقضين لا ينتج عنه سوى الصدام.
كما يعرض لأثر العلمانية في وسائل الإعلام والصحف والمجلات والتعليم مشيرا إلى قول محمد إقبال: ” إن التعليم الحديث قد جنى على هذا الجيل جناية عظيمة

العلمانية والعولمة والأزهر عرض وتقديم /حاتم السيد مصيلحي

التعليقات مغلقة.