موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

العودة بقلم هانى موسى

109

العودة
بقلم هانى موسى

وارت الشمس ضفائرها، واعلنت الأفول، واستجلب القادم للوجود على كفيه شبح السكون، على البرية كلها ،لملم الناس بقايا هِمْمْهم، وهمُومهم للصباح ،عاد المغتربون أدراجهم ،من كل حدب وصوب، لسفينة الحياة و مكابدة للقمة العيش ،تساقطت قطرات الندى تكسو الغلال والثمار، كحبات اللؤلؤ على أكليلٍ لعروسٍ زينوها لعرسها،الفلاحون يمتطون حُمرهم ويجرون خلفهم ماشيتهم ،لوحة المغيب ارتسمت لأشعة الشمس، محتضنة جداول المياه فى مشهدٍ فاق روعة التلاقى والوداع معاً ،خرير الماء ما أعذبه حينها !حفيف الأوراق وزقزقة العصافير ،ونقيق الضفادع سيمفونية المساء، تزينها أصوات الآذان بالمساجد ، وخطى الراجين حبال الوصال إلى نجاة الآخرة ،النساء هنا امسكن بمتاعب فلذات أكبادهن ، من اللعب قاصدين أمان الليل ،بقريتهم التى امتلأت بالمقاهى و”السيبرات” وغيرها ،من ملامح التطور العصرى ، كل الطرق المُعبّدة لم تطأها أقدام “عاصى” ورفاقه ، خرجوا لحفل سمرهم كعادتهم ،خارج حدود القرية، بنفس المكان الذى اعتادوا فيه ،مضاجعة لهوهم وترفهم مع الساقطات، واحتساء كئوس الصهباء، التى سرقت زهور أعمارهم ،انتصف الليل خطى الإياب، راودتهم لكن خفراء القرية اعلنوهم، خبر حاكم البلاد، بأن لا يدخلن ولا يخرجن من قريتهم أحد، لأن مرض “الكورونا” انتشر بشدة، وكاد يفتك بالجميع، فجاء قرار الحكومة بالغلق ،فقد أصاب المرض الكثيرين حتى زوجة العمدة ،وحُكم على قريتهم بالحجر ،ارتعدت فرائسهم ،حاولوا استجماع قواهم العقلية ،علهم افرطوا فى شرابهم !أى مرضٍ هذا الذى نُطرد من أجله شر طردة فى الأطواد؟! قاوموا وعارضوا، لكنهم لم يفلحوا ، تكالبت فوق رؤوسهم الأوجاع، ظنوا بالبوار وتفرقت بهم السبل، مهرولين هنا وهناك، يبحثون عن ملاذ ونجاةٍ، فلا صديق ولا خليل عند التناد! ماذا يفعلون ؟ من المغيث الآن ؟!إلى كل بصيصٍ لضوءٍ تفرقت خطاهم فى كل الأرجاء ،اتجه عاصى شمالا عله الطريق، لكن آثام الماضى كبلت خطاه، متذكراً ليلة أن سرق رجلا كفيفاً وقتله، و زوجته العجوز، ولم يكتشف أحداً فعلته ، حتى الآن فهل طويت صفحات الماضى بلا حساب ؟! يا إلهى! كل المدن قد التزمت قرار الحاكم من فورهم فوصدت، فى وجهه ولم تفلح خطوات ندمه إليها ، هلعت أقدام “وحيد ” إلى الجنوب يلتمس فى البحر براً للنجاة ،وقف أمامه أملا فى سفينة نوح! لكنه ظل يغوص فى أعماق آثامه، فلا يجد لنفسه شاطئاً ، يأمنه إذا أراد اليوم لنفسه النجاة، فيا لقذارة ما اقترفت يداه بوالديه كى يُرضى زوجته! ويلبى لذاته رغباتها الشهوانية ! لكنه أصر على خوض بحر لُجى، تغشاه الظلمات من كل مكان، فأدركه ما أدرك فرعون وجنوده .أما “معوض و فرج” فكانا قد سلكا معاً شرقاً نفس القصيد، مستأنسين وحشتهما فى الدروب، بحكايا الماضى ، لسان حالهما ما أخرجنا ههنا إلا جبروت قلبينا! يقول أحدهما للأخر :أتذكر يوم أن أخَرجنا ذلك الرجل الفقير بأولاده الصغار، من القرية بعد أن فعلنا ما فعلنا بإبنته ؟! تباً لصداقتنا ! وإذ بهم وهم يُفندون ما يفندون من حكايا الماضى ، حتى بلغا جبلا عاجلهم منه عواء،ثم عواء، ثم عواء!
هانى موسى

التعليقات مغلقة.