العيد في قريتي …
محمد سالم
في حياة كل منّا لحظات تظل عالقة بذهنه مهما طال الزمن وتعاقبت عليها السنون والأحداث ، من هذه اللحظات تلك الفرحة الحقيقية في بدايات حياتنا ونحن أطفال كلما يأتي علينا يوم العيد …
الآن لم نَعُد كما كُنّا ، تغير كل شيئ ، وتحول العيد إلى ذكرى لزمنٍ فات ..
هذه رشفة من كأس ذكرياتي تناثرت على جسدي قطرات ندى في صباح يوم عيد ، أيقظت ذكرى ذلك اليوم ، وأعادت للحظات الفرحة الحقيقية بيوم العيد في قريتي بمحافظة اسيوط ..
ورغم كونه يوم عيد ، لكن الرشفة شابها هذه المره إحساس بالمرارة …
ولكي تكتمل كلماتي كان لا بُد لفرشاتي أن تتحرك وتشاركني هذه اللحظة لنرسم معاً هذا المنظر من قريتي والذي على أرضه كانت أولى خطواتي ، ومن نسماته العطرة تنفست الحياة ،
العيد في قريتي ..
ها انت عدت ياعيد…
ولكن باى جديد جاء عودك ياعيد…
ذكريات عبرت خيالى…
رسمت امام عينى اجمل الصور لذكراك..
تذكرت كم كنت جميلا ايها العيد..
تذكرت بعودك ..الامس القريب..
الذى اصبح بعيدا. .. بعيدا…
هاهم اطفال العائلة. يلتفون حولى..
يشكلون طابورا. كما عودتهم…
تنير البهجة وجوههم..تملا الفرحة اعينهم..
ضحكاتهم انغام موسقى صاخبة…ولكنها جميلة..
ينطلقون كل فى اتجاه بعد اخذ العيدية…
قروش قليلة ولكنها ملؤ الدنيا لديهم..
يالها من فرحة تبعث فى النفس روح الحياة..
انها اجمل لحظات العمر…
كنا نعزف اجمل نغمات البهجة والفرحة..
فى يومك ياعيد..
هاهم الاهل والاصدقاء ياتون مهنئين…
نتناول الحلوى ..نحتسى اكواب الشاى..
والاطفال من حولنا يتراقصون..
يتبادلون العابهم مع بعضهم البعض..
والان ها انت عدت ياعيد…
اين ضحكات الاطفال.. اين ضحكاتى..
اين..؟! واين..؟! واين…؟!….
كل شيئ اصبح ذكرى…..
اصبحنا نعيش بعودك الذكرى. ياعيد..
نسترجعها مع النفس…يخفق لها القلب شوقا..
نغمض عليها اعيننا…نغفوا قليلا…
نبحر معها فى بحور الذكريات..
نسترجع اوقاتا قضيناها..
نسقطها من حسابات العمر والزمن..
لوحة جميلة نعيش معها لحظات..
ثم نفيق من غفوتنا…وتعود بنا عجلة الزمن من جديد..
ونفتح اعيننا..ننظر حولنا …لا شيئ..
ويعود السؤال من جديد…
اين ذهبت…؟!…اين ذهبوا…؟! …اين هم….؟!…
اين….؟!..اين….؟!…..اين…..؟!…
كل شيئ اصبح ذكرى…
ولكن رغم كل شيئ……
ستظل ايها العيد لوحة جميلة….
ابدعها الخلاق…
ستظل عالقا فى اذهاننا….
محفورة ذكرياتك الجميلة فى قلوبنا ..
محمد سالم
التعليقات مغلقة.