العيد مع الكورونا
شعر / مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
المرءُ في دارِ الحيا غريبُ وعيشُهُ بينَ الورى كذوبُ
وحلمُهُ لاينتهي رحيبُ مُمَدَّدٌ مَشَعَّبٌ عجيبُ
أوكلَّما بلغَ الفتى مُراداً يُلفَى لآخرَ غيرَهُ طلوبُ
والعيشُ في هذي الدنا قصيرٌ وكلُّ من يحيى بها سليبُ
سرعانَ ما تمضي بهِ السنونُ إنْ لم يمتْ أوهى لهُ المشيبُ
أهلُ الحِجى أكرمْ بِهم قليلٌ وغيرُهُم من الورى شعوبُ
بوجوهِهِم من خوفِهِم شحوبُ وجفونُهُم دوماً لها سكوبُ
دموعُهُم كالمُزنِ في هطولٍ كأنها مزادةٌ سروبُ
ولقد قرأتُ قصيدةً مساءً تحنُّ من ألفاظِها القلوبُ
خالفتُها في البحرِ والمرادِ والاختلافَ يعرفُ الأريبُ
لكنْ لها مثلَ الذي قصدتُ من القوافي ذا رأى الأديبُ
وصفتْ جمالَ العيدِ قبلَ ذاكَ وكيفَ تقضي يومَهُ الشعوبُ
واليومَ قد عمَّ الدنا بلاءٌ والكونُ من خوفِ الوبا كئيبُ
أقوتْ بلادُ اللهِ من أُناسٍ وأقفرتْ من أهلِها الدروبُ
وغُلِّقتْ مساجدُ البقاعِ خوفَ الأذى واشتدَّتِ الخطوبُ
ما راعني إلا الذي سمعتُ والقلبُ من حزنٍ لهُ وجيبُ
من أنَّ أهلَ الصينِ والهنودَ للآنَ في أوطانِهِم حروبُ
ما كفَّهم عن بغيهِم وباءٌ. لكنهم جدُّوا وذا غريبُ
فليعلموا أنَّ الردى قريبُ. ممنْ بغى و صنعُهُ يخيبُ
التعليقات مغلقة.