الغربان بقلم.. عاشور زكي وهبة
الغربان بقلم.. عاشور زكي وهبة
كانت طيورُ الحظيرة تعيشُ في أمن وأمان، فترةً طويلةً من الزمان، حتّى حلّ عليهم سربٌ من الغربان. تعكّر صفوُ المكان، واستحالت حياةُ الطيور الحظيرة المسكينة إلى ذلّ وهوان. وسادَ صوتُ النعيبِ الأرجاء، كلما حلّقتِ الغربانُ في السماء.فُقِدَ الكثيرُ من الصغار، فتملّلكَ الرعبُ الكبار؛ حتّى أنّ البيضَ لم يسلمْ من الصيد. اجتمعتِ الطيورُ في الحظيرة،بعد أنْ تملّكتهم الحيرةُ، يفكرون ويتدبّرون للخلاص من هذه الغربان الشريرة.قالت بطّةٌ سوداء كبيرة: يا ذكور البطّ! ألم تسيطر عليكم الغيرة، وقد أصبحتم فئةً قليلة، وتكاثر الغربانُ حتّى صاروا أسرابًا كثيرة؟ ما بكم؟ هل هذه نهاية المسيرة؟!صاحَ ديكٌ وديكٌ: لقد استعمر الغربان أشجارنا، وخرّبوا حظائرنا، وخطفوا صغارنا، ولم يسلم من مناقيرهم بيض فراخنا. فهلموا لننتصر لحظيرتنا!رفرفت حمامةٌ وديعةٌ، وطافت جولةً سريعةً تخبر الحظائر المجاورة قبل وقوع المجزرة الشنيعة، وحلول الدمار والفجيعة.قالت أوزةٌ شجيعةٌ: لا بأس من استخدام الخديعة، لنحدث بين الحدادي والغربان الوقيعة. هدلَ الحمام وهمّ كبيرهم بالقيام قائلًا باهتمام: لدينا قدرةٌ فائقةٌ على الطيران. كما أنّ البطّ متمكّنٌ من الغوص في الجداول والغدران.رفعت الديوك أصواتها بالأذان: لدينا قدرةٌ على العمران؛ أمّا الغربان إذا استحكمت، فسيصيبُ الخراب أرجاء المكان. فلندافع عن حظائرنا حتّى يحلّ علينا السلام والأمان. توصّلَت الطيورُ بعد حوار طويل إلى صناعة قنابل صغيرة تشبهُ البيضَ في شكلها الخارجي، وبداخلها مواد متفجّرة ونشروها في حوش الحظيرة، ما أن يرفعها الغراب بين مخالبه الشريرة ويلقيها بين أقرانه من الغربان تنفجرُ زارعةً الرعب والهلاك بينهم، وفرّ من نجا منهم بإصابته بعيدًا عن العمران. وعادت طيور الحظيرة تعيش في سلام وأمان.
التعليقات مغلقة.