الـغُـربة بين الحلم و ضياع ربيع العُم
بـقلم أسـمـاء الـبـيـطـار
كتير من شبابنا دلوقتي سواء ولاد أو بنات حلمهم السفر و لا اخفي عليكم سراً أولادي ايضاً عندهم نفس الحلم مع إنهم لهم يكملوا دراستهم بعد و لكنني سأذكر لكم السبب فيما بعد .
السفر في حد ذاته حلم الجميع و لكن للأسف ينقصنا التخطيط لهذه المرحلة المهمة من اعمارنا .
جميل أن تُفكر أن تبني مستقبلك بمجهودك و تعبك و تستثمر جزء من شبابك و ضع تحت جزء من شبابك هذه مئة خط .
و لكن ما يحدث غير ذلك و كأن الشباب يقطعون التذكرة ذهاب فقط
تسرقهم الغُربة و تسرق اعمارهم رغم انها مشروعة .
و لا ادري عفواً إن كان طمع ام أن الأحلام التي رسمتوها اكبر من قدراتكم و ستحتاج اعمار فوق اعماركم
يمر العُمر سريعاً و تتغير الظروف خاصاً الأقتصادية بسرعة تفوق تخيُلنا
فإذا لم يكن منذ البداية هدفك واضح ،، و المُده مُحدده فصدقوني النتيجة صفر و لا تستغرب الرقم
لأنها فعلاً صفر .
فقبل أن تشرع في السفر فكر جيداً و ضع أمام عينيك عُمرك إن كنت شاب في مُقتبل العُمر أو رب أسرة سواء كانت معك اسرتك ام سافرت وحدك كي تكفيهم متطلبات الحياة التي لا تنفض ما حيينا .
حقيقي الموضوع ليس بالبساطة التي يتخيلها البعض .
و له آثار سلبية تكاد تفوق آثاره الإيجابية
و بحكم إنني تغربت أكثر من خمسة عشر عاماً اسمحوا لي ببعض التجارب التي عاصرتها طوال هذه المده .
و التي كان اصحابها يعلمون جيداً مرارة هذا الوضع و لكنهم لم يحركون ساكناً سوى أنهم استسلموا لها
1/ فهناك فتاة اتت في ريعان شبابها كانت طبيبة و تعلمون جيداً مدة الدراسة في كلية الطب و بعدها اخذ سنة امتياز و كام سنة خبرة ايضاً كي يتم قبولها اتت و هي بنت الواحد و ثلاثين عاماً و تعلمون جيداً ماذا يعني هذا العُمر بالنسبة لفتاة كانت لا ترى سوى زهوة الحياة الجديدة بكل ما فيها من مُغريات و لكن فجأة انقضى خمس سنوات من عُمرها و هي لا تدري متى و كيف و كأنها هي و غيرها ممن اتوا معها مسلوبي العقل .
و للأسف بدأ يتقدم لها زملاء لها من بلدها و لكنها ستكون زوجة ثانية . و للأسف تلك الفتاة وافقت
و لكن غيرها ظلوا كما هم حتى تجاوزوا الأربعين .
2 / هناك اسر كاملة لكي توفر مصروفات الأجازات و تذاكر الطيران حرمت نفسها و اولادها صلة الرحم و أن يتعرف الاولاد على اهلهم إلى أن كبروا الأولاد و هم من باتوا يرفضون النزول و لو حتى كل ثلاث أو اربع سنوات و يفضلون الأشياء المادية على صلة رحمهم .
3 / و هناك ازواج سافروا دون اسرهم و لا شئ سوى أنه فقد صفته كأب و أصبح بالنسبة لأولاده بنك فقط و يراهم مره كل عام حوالي شهر و في تلك الفترة التي يزورهم فيها حدث و لا حرج في حرب السلبيات التي اعتادها الاولاد و طبعاً لا تعجب الأب و بدل أن تكون فترة راحة تكون فترة نقار و يكون الرد من الأم ايضاً سلبي و بدل أن تكون مع الأب تقول لهم بكره يسافر
و لك أن تتخيل حين يستقر الأب معهم .
4 / و هناك اسر هدفها أن تأخذ الثانوية العامة للأولاد من الخارج مع العلم إنها ليست سهلة و الأخطر أن الأولاد يأخذون الثانوية العامة من حيث أرادوا و للأسف يرسلوهم إلى بيوت أجدادهم أو اعمامهم في مرحلة من اخطر المراحل التي يغيب فيها الأب و الأم معاً للأسف .
و ايضا لك أن تتخيل النتيجة .
5 / و هناك من ذهب ليشتري شقة و عندما يعود بثمنها الذي تركها عليه يعود يجدها ارتفعت فيذهب لكي يُكمل ثمنها و هكذا حتى يعود بثمن الشقة و هو فوق الأربعين .
و كما وعدتكم بحلم أولادي في السفر رغم انهم لم يُكملوا دراستهم و رغم إننا كنا ننزل أجازتنا كل عام طوال الخمسة عشر عاماً .
و رغم إننا نزلنا بهم في سن صغير و كان ابني الكبير لم يحصل على الأعدادية بعد .
إلا أنهم ظلوا نفسياً غير مستقرين و لا اخفي عليكم إن قلت لكم إلى الآن و ابسط شئ الزحام نعم كما قرأت الزحام ناهيك عن باقي المميزات من تعليم و صحة و متنزهات و و و
و هذه عينه ممن قابلتهم و ليست جميعها فهناك الكثير و الكثير من الحالات التي سرقت الغُربة أجمل ايام عمرهم .
طولت عليكم بس حقيقي الموضوع مش بسيط أنه يبقى هدف معظم الشباب سواء بطريقة مشروعة أو غير مشروعة
هدف لا يرون غيره و يضيعون عليهم الكثير من الفرص التي تكون امامهم و يمكن أن تغنيهم عن هذا العُمر المسروق .
الهدف دون تخطيط ضياع للعُمر و لا مجال و لا مكان للندم .
التعليقات مغلقة.