الغربة والكورونا… جيجي حافظ
الغربة والكورونا…
جيجي حافظ
قرار الغربة يبقى صعب على المغتربين والاهل …لكن ممكن أن يكون قرار مميت ؟
الغربة والكورونا
استقرت أسرة سنين فى الغربة وأعتادت النزول إلى مصر كل عام مع اولادهم لقضاء الاجازة السنوية فى وسط أهلهم
وفى بداية هذه السنة حدث لأم الزوجة فى مصر حادث واضطرت دخول العمليات. ..مما تأثرت الزوجة فى الغربة واوشكت على الانهيار خوفا على والدتها. .وطلبت من زوجها أن تسافر إلى مصر لرؤية أمها لمدة يومين أو أسبوع على الأكثر. . على ان تترك الأولاد فى رعايته (مع العلم أن الأولاد فى مراحل عمر مختلفة 10،12،15 سنوات)
فوافق الزوج على الفور ..وبدأ بحجز تذكرة الطيران …..
فرأى الزوج أن زوجته فى حالة نفسيه سيئة فخاف عليها من السفر بمفردها. ….فتحدث إلى جيرانه فى السكن وطلب منهم أن يهتموا باولادهم خلال هذا الأسبوع (وتقبلوا بصدر رحب) وان الأم قبل السفر ستجهز لهم كل طلباتهم حتى لا تتعب أحد بخدمتهم…. هو قرار صعب “ولكن علمت أن كثير من المغتربين يفعلوا هذا إذا اضطروا لذلك
نظرا لأسعار التذاكر الغالية ومواعيد الدراسة” فقرر أن يترك الأولاد ويذهبوا بمفردهم لأيام محدودة …
مع العلم أن المصريين خارج وطنهم بيكونوا يد واحدة وقريبين جدا من بعض
فسافروا وذهبوا إلى بيت الاهل وهم فى منتهى الشوق للأم المريضة للاطمئنان عليها وعلى صحتها
ولكن فى اليوم التالى حدث ما لا يخطر على بال أحد…. حدث ما يحمينا ويحمى بلدنا من الأخطار الخارجية ،ولكن ….مزق قلوب بعض الناس
صدرت الدولة قرار بغلق المطارات_ ولن تسمح بالذهاب أو العودة لأى بلد نظرا لما تمر به البلاد من وباء كورونا المستجد ..
يااااه لها من صاعقة. …لقد تحول الاطمئنان إلى بركان من القلق والعقل كاد يقف عن التفكير والقلب ينبض بشدة
“انا هنا …واولادى هناك…هل يعقل هذا ….روحى وقلبى ونور عينى بعاد عنى هل هتكون لى حياة “….
موقف يجعل القلب والروح يبكيان بحرقه. ..
وبدأت الأم تتسأل….؟
هل أخطأت من البداية ….؟
فأنها امى وانا ابنتها الوحيدة أردت أن احضنها وأبرها. …
كان قلبى يحترق خوفا على أمى وهى فى وسط أهلها وفى بلدها فكيف يكون حالى الآن، واولادى فى بيت لوحدهم ولا فى وسط أهلهم ولا فى بلدهم….فرفقا يا الله فأنا لا استطيع التحمل
يارب يجعل هذا كابوس. …..ولكن الكابوس يستمر أيام و أيام، والوضع يزداد سوءا ويحاول الأب بشتى الطرق الوصول إلى جميع السلطات للعودة، ولكن كل المحاولات تفشل….
وبقى الوضع كما هو عليه …فبدأو جيرانهم المصريين يتواصلون معهم ويحاولوا أن يطمأنوهم على أولادهم لكى يرتاحوا قليلا.
وعلمت من جيران آخرين انهم علموا بأن الاسرة المسؤلة عن الأولاد أسرة بسيطة ومحدودة الدخل فقرروا جميعهم أن يتكفلوا بالاولاد دون أن يخبروا الأب أو الام حتى لا يزيدوهم ارتباكا واحراجا ولكن للأسف الشديد تبنت كل أسرة طفل حتى لا يتركوهم فى البيت وحدهم. ..فزاد الأمر أكثر ألما على الأولاد والوالدين فكل واحد فيهم فى مكان مختلف. …..وعدت الأيام بمنتهى الصعوبة والام والأب يبكون على أغلى ما لديهم ويقولون لقد أخطأنا….
إلى متى سندفع الثمن؟
وعدت الأيام والشهور واخذت معاها الفرحة وراحة البال …ويقولا “لقد كبرنا عمرا على عمرنا ،فقد فعلت فينا الكورونا أقصى أنواع الألم وأصبحنا لا نخشاها لأن الحياة بدون من نحب ليست حياة ولكن نخشاها على من نحب لأننا لسنا بجانبهم”
وكانت الأم تردد:
يارب أتوسل اليك لا تؤذينى فى أولادى فأنا اتركهم فى رعايتك واستودعهم عندك فلا ترانى فيهم مكروه
صدق ربى فيما قال “واصبح فؤاد ام موسى فارغا إن كادت لتبدى به لو لا ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين “
وعندما سلمت الأم أمرها لله ….كشف الله الغمة عنها وعن الامة
واستجاب الله لدعائها وقررت الدولة فتح المطارات
ولقد احتضن اليوم الأم والأب أولادهم على أرض مصر وكانت لحظة تقشعر لها الأبدان فكانت الابنة الصغيرة تهرول بسرعة رهيبة حتى تسكن فى أحضان امها…..وتكاد الأم أن يغمى عليها من فرحتها. والأب يبكى ويسجد ويحمد ربه على لم شمله باولاده..وكان هذا حلمها كل يوم…..فيارب حقق لها ما تتمنى فى أحلامها
حقا الغربة كربة….والكورونا حرقة
وفى النهاية ….لا تعليق منى فكل من قرأ هذة الحكاية احتضن أولاده وعرف قيمة هذا الحضن وحمد ربه عليه
ونحن قد علمنا أن وجود الآباء والامهات هو الدفى و الأمان وليس المال والحيطان …
دمتم أحبائي مع من احببتم
التعليقات مغلقة.