الغربة و قسوتها خاطرة بقلم.. تهاني بركات
الغربة و قسوتها….
الغربة و ما أدراك ما الغربة ؟ ! لا تقتصر الغربة على البعد عن الوطن فكل واحد فينا مغترب ، و لكن بشكل مختلف ، هناك من اغترب عن وطنه ؛ ليكافح وحيدا بعيدا عن أهله و أحبابه و يتصدى للحياة بمفرده فيشعر بمرارة الغربة ؛ حيث تختلف الأرض عن أرضه و السماء عن سمائه و يعود بعد عدة سنوات ؛ ليقاسي نوعا أشد و هو الغربة داخل وطنه على أرضه و تحت سمائه فأصبح غريبا هنا و هناك .
و هناك من يشعر بالغربة بين أقاربه و أهله يشعر ، و كأنه نبات زُرع في غير أرضه يشعر بالوحدة و المرارة و هو بينهم .
و هناك من تاهت روحه و تغربت و هو ثابت مكانه من فقد روحا يألفها ، و آنس بها و شعر معها بكينونته مَن اغترب عن قلب كان مسكنه و مأمنه و سكينته .
و هناك من اغترب عن نفسه فلم تعد هي تلك النفس التي يألفها تغيرت و تبدلت و تأثرت بالظروف المحيطة بها فأصبح غريبا عنها لا يعرفها و لا تعرفه .
و هناك غربة الدين و الأخلاق فما أقساها من غربة ! حين تتمسك بدينك و أخلاقك وسط كل هذا الانحلال و الانفلات و البعد عن الدين و تعاليمه حيث أصبح العري مظهرا من مظاهر الموضة و البلطجة و قلة الحياء ، مظهر من مظاهر الفكر المتفتح و سيظل كل منا يعاني من غربته حتى يصلح الله حالنا….
التعليقات مغلقة.