الغروب الأخير… مدحت رياض
الْغُرُوبُ الْأخِير ُ
بقلم/مدحت رياض
يَسْرِقُونَ الشَّمْسَ عَمْدًا
مِنْ سَمَاءِ الْأُمْنِيَاتِ
يَسْتَحِيلُ الصَّبْرُ بَرْدًا
فِي بُكَاءِ الْأُغْنِيَاتِ
فِي عِرَاقٍ بَاتَ فَرْدًا
فِي خَرِيفِ الذِّكْرَيَاتِ
فِي دِمَشْقِ الْحَالُ يَبْكِي
مِنْ خُطُوبٍ مَاكِرَاتِ
مِنْ عَدُوٍّ مِنْ صَدِيقٍ
مِنْ دُمًوعٍ حَارِقَاتِ
مِنْ لَهِيبِ الْحَرْبِ نَصْلَى
فِي صُدُورٍ عَارِيَاتِ
مِنْ شُمُوخٍ فِيهِ عِزٍّ
صَارَ دَرْبًا لِلْمَمَاتِ
مِنْ دِيَارٍ الْمَجْدِ صِرْنَا
فِي خِيَّامٍ لِلشَّتَاتِ
أَيْنَ نَحْنُ الآنَ صِرْنَا
مِنْ عُقُودٍ بَالِيَاتِ
حَيْثُ مَهْدٍ لِلْحَضَارَةِ
وَالصُّرُوحِ الْعَالِيَاتِ
إِنْ بَكَتْ أُمٍّ لِكَرْبٍ
أَوْ دُمُوعٍ وَاهِنَاتِ
صَارَ كُلُّ الْجُنْدِ صَفًّا
خَلْفَ صَوْتِ الْأُمَّهَاتِ
كَيْفَ هَانَ الْيَوْمَ طِفْلٌ
كَانَ فَجْرَ الْحَالِمَاتِ
مَاتَ فِينَا دُونَ شَكٍّ
قَبْلَ عَهْدٍ فِي ثُبَاتِ
لَمْ يَجِدْ فِي الْبَحْرِ نُوحًا
بَلْ تِلَالَ الشَّائِعَاتِ
ذَاكَ زَيْفٌ ذَاكَ عَرْضٌ
مِنْ عُرُوضٍ زَائِفَاتِ
لَيْسَ يَعْنِي الطِّفْلَ إِلَا
طَعْمُ مَلْحٍ فِي الْمَمَاتِ
وَسْطَ مَوْجٍ وَسْطَ خَوْفٍ
بَيْنَ حُضْنِ الْهَارِبَاتِ
التعليقات مغلقة.