الغفران الأسود …وحيد علي الجمال
الغفران الأسود…..
ألأنَّك جئت تودعني
و توضِئ كفك في عيني
فانتحبت أغصان المعبد
فأقمت بأرضك قداسا
و دعوت الناس لكي تشهد
منحك أوسمة الإخلاص
و صكوك الغفران الأسود….
مرهون أنت بأوجاعي
و الشرط بأن تبني مسجد
تتبرأ من ذنبك في حقي
و تقدم كأس جراحاتك
قربان وجودك بالمشهد….
أتظن بذلك قد غفرتُ
أحداث الماضي المتوقد ؟!
حمم من نار براكيني
جاءت نبضاتك تتهدهد
فذبحت بلحظك أوردتي
و دموعك صارت تتجمد….
أتظن بذلك قد بَرأْتَ
نفسك من هم يتقلد ؟!
أناتك قد ولجت مقلي
فألتهبت أجفان المرقد…..
لملم أوراق محابرك
و أغسل أقلامك بمداد
لوريد القلب المتشدد….
أو تذكر قد جئتك يوما
شوقا يزداد و يتعدد ؟!
في بعدك حرفي متشرد
تنحت كلماتك ذاكرتي
فألوذ بقربك أتوسد
أتملق لجة أحزاني
و إليك أعود و أتودد……
و زرعت بروضك أشعاري
فحصدتك نارا في موقد
و زعمت بأنك خارطتي
فنفيت بقلب يتردد…..
أتريد بقاياك لتذهب
و أظل بوهمك أتعبد ؟!
و يظل لهيبك يتبدد
فنظمتك شعرا لم يكتب
لفصول الحب المتجدد
يطرق أبوابك في صمت
مختزلاً وجعا يتمدد…..
غصة أحزانك لن تبرح
ستظل بأسرك تتجدد
سيظل فؤادك يتردد
كصغير ع المشي يعود
ونصالك في قلبي تترصد
أطلقت سراحك تتأسد
أسكبتك عمري تتبغدد
أشلائي فيك مبعثرة
وقصائد عشقي تتمرد
من بحر عيونك تتفرد
وحيد علي الجمال
جمهورية مصر العربية / المنوفية / سرس الليان
التعليقات مغلقة.