الغيمة التى هناك
أمل الجمل
نهار أبيض لؤلؤى الوهج ، ضياء يتهادى سعيداً ، ونسمات تتعانق بودٍ ، وغيمات تتراقص فى نعومة تتلاحم وتتباعد .
تجلس سوسن مرتدية ثوباً أبيضاً فضفاضاً على تلك الغيمة التى طالما أشتاقت للجلوس عليها حين كانت جسداً وامضت كثيراً من الوقت تنظر إليها وتحدثها حتى تتلاشى وتتركها وحدها .
أما اليوم صارت روحاً تحررت من قيود الجسد وأصبحت تمضى معظم وقتها تطارد الغيمات فتارة تستسلم الغيمات وتارة تختفى فتقفز سوسن على مايليها .
والآن تنظر سوسن إلى العالم من تحتها لتُفتح لها نافذة رؤية على بيتها ذاك الذى لم تكن تتصور ان تتركه فهاهى تركته ولكنها ظلت سعيدة ربما أسعد حالاً . تتابعهم وهم لايشعرون تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم وتدعو لهم . فهى تعلم جيداً أن الحياة ما وقفت يوماً لرحيل عزيز .
رأت الزوج وقد داوت ألآلآم بُعدها إمرأة أخرى ،
ولكنه فى مواقف كثيرة يتذكرها ويدعو لها . رأت أبنتها الصغيرة التى ظنت أنها ستتوه من بَعدها قد تزوجت وأصبحت قوية مُسيطرة على واقعها ، ورأت إبنتها الكبرى وقد أصبحت سيدة صغيرة يرق لها القلب وحُسن إدارتها لبيتها ومحبتها لزوجها وأولادها .
وتسعد سوسن بتلك اللحظات التى يتذكرونها لتصل دعواتهم لها بالرحمة والمغفرة على أطباق من نور فتُسر وتسعد وتتباهى أمام الأرواح الأخرى .
تتنهد سوسن وتقوم من جلستها على غيمتها تبتسم تدعو لهم وتعاود قفزها فوق الغيمات .
التعليقات مغلقة.