“الفخر والاعتزاز و الهمة والتحدى ” “ميكانزم الصمود والمقاومة ” نقد وتحليل قصيدة “أنا السوري ” للشاعر السوري حسن أحمد كتوب بقلم أسامـة نـور

“الفخر والاعتزاز و الهمة والتحدى ” “ميكانزم الصمود والمقاومة ” نقد وتحليل قصيدة “أنا السوري ” للشاعر السوري حسن أحمد كتوب بقلم أسامـة نـور

النص :- “أنا السوري “. الشاعر / حسن أحمد كتوب

أنا السّوري من هذي الحضاره ْ
من الصّوان أشعلتُ الشّرارهْ

جعلتُ الحرف في صخر ٍ صموت ٍ
من البازلت ينطق بالنضارهْ

وغنّيت القصيدة في الصحاري
فأنبت رملها زاد اخضرارهْ

وأبدعتُ “المُسيقا” في سمائي
فأرقصتُ النّجوم بلا قِثارهْ

إلى هابيل يمّمتُ انتسابي
ومن قابيل أبرأتُ الإمارهْ

إمارة حبّنا من كل شَيْنٍ
فلا حقدٌ يجوز ولا استدارهْ

وفي جيش الأسود غدوت شبلا ً
أدافع عن بلادي عن جدارهْ
..
ألاقي الموت في الميدان حلماً
وجرحي صار للدنيا منارهْ

لأجل الحقّ أقضي لا أُبالي
شهيداً ينتشي مع كلّ غارهْ

فإما قامتي قبر ٌ بعزٍّ
وإمّا النّصر يمنحني الصّدارهْ

وجنديٌّ أنا أمضي شهيداً
تُكلّل هامتي هذي البشارهْ

.فأفخر فيك ياوطني كثيراً
كفخري أنني رمز الحصارة

النقد والتحليل :

إن الإبداع هو أن يأتي المبدع بما لا يستطيعه الآخرون ..هو التميز والتفرد بالأسلوب والبلاغة في القدرة على التعبير عن المشاعر والعواطف والأفكار ..
والشعر فن العربية الأول وتعددت أغراضه وتنوعت اتجاهاته ..ولكن لا يطلق على الكلام شعرًا إلا إذا حقق الإبداع والإمتاع والبلاغة بوجه عام والتزم بآليات النوع والشكل الذي كتبَ فيه الشاعر بوجه خاص..
“**في ماهية العنوان”
النص عنوانه مؤثر فيه جملة خبرية تتضمن الفخر والاعتزاز
وتحدي الواقع المعاش ..” أنا السوري ” أنا ضمير متكلم يوحي بالفخر والعزة والاعتداد بالنفس وبالوطن سوريا..وعندما نذكر أو تُذكر سوريا ..نأسى لحالها ..ولما أصابها بعد عزة وقوة وجمال وبهاء..

**” من حيث” الشكل والوزن “‘
” النص من حيث الشكل نص عمودي التزم فيه الشاعر بوحدة الوزن والقافية ..فهو موزون على بحر” الوافر التام ‘ مفاعلتن مفاعلتن فعولن ” في كل شطر مع استخدام الزحافات والعلل التي تناسبه ..
كما أن النص فيه وحدة القافية والروي وهو حرف الراء المفتوحة الحركة ..مما يناسب الحياةَ والانطلاق والفخر ..
كما استخدم التصريع في البيت الأول ..
لهذا بالموسيقى متناغمة متناسقة
عبر الشاعر بها دون أن ينجرف لموسيقى الوافر وللتداعي اللفظي ..
كما توافق مع ذلك الموسيقى الداخلية من خلال الصور والتركيب البديعية ..
*” من حيث”‘ المضمون واللغة والأساليب “
فالشاعر هنا يفتخر بوطنه ويعلن تحديه للواقع وفداءه لوطنه الغالي .لهذا غلبت الواقعية والذهنية على الجانب العاطفي في النص ..وهذا سببه موضوع النص الذي يميل للفخر والاعتزاز والصمود ..فهو يريد ترسيخ فكرته ..
استخدم الشاعر اللغة الفصيحة الحية البعيدة عن الغرابة وجاءت المفردات سهلة سلسة ..تعبر عن الفخر ..فبدأ النص بقوله :-
أنا السوري من هذي الحضارة
من الصنوان أشعلت الشرارة
البيت يحمل الاعتزاز بالنفس والوطن والتذكرة بالحضارة وجاء
بجزء منها اكتشاف النار وبداية العلم …فحضارات سوريا كان لها السبق في الأبجدية والموسيقى وغيرها ..
كما استخدم الشاعر الأساليب الخبرية التقريرية ..التي تؤكد المعنى وتناسب غرضة وما يصبو إليه ..فيقول أيضًا:-
جعلت الحرف من صخر صموت
من البازلت ينطق بالنضارة
الفعل الماضي الثبوت والتحقيق
وهنا إشارة إلى اختراع الأبجدية
وما أحدثت من علم وحضارة
وكذلك يقول:
وأبدعت “المسيقا’ في سمائي
فأرقصت النجوم بلا قثاره
وهذا إشارة إلى اختراع الموسيقا
وحضارة” أوغاريت” الزاهية ..
وهنا استطاع الشاعر ذكر جوانب من حضارة سوريا ؛ ليدلل على أنها تستحق التقدير والافتخار بها ..
ويقول :-
إلى هابيل يممت انتسابي
ومن قابيل أبرأت الإماره
إمارة حبنا من كل شينٍ
فلا حقد يجوز ولا استداره
يعود بنا الشاعر إلى بداية البشرية
وبهابيل وهو رمز الصدق والحب
وقابيل رمز للحقد والحسد
فيؤكد أنه وشعب سوريا من نسل هابيل وأنهم يسيرون على طبيعته بحب لا يجوز فيه حقد ..
وكذلك قوله :-
فإما قامتي قبر بعز
وإما النصر يمنحني الصدارة
وهو يؤكد على الثبات ونفسية الشاعر التي تأبي الذل. والهوان
*” الفنيات وجماليات النص” استخدم الشاعر الصور المعبرة الحية ..كما استخدم الرمز والإسقاط التاريخي ليعبر عن فكرته .. ومن الصور جعلت الحرف في صخر صموت ..فأنبت رملها زاد اخضراره ..فأرقصت النجوم بلا قيثاره وغير ذلك من الصور وجاءت أغلبها جزئية معبرة عن الفكرة ومناسبة الجو النفسي “ كذلك الرمز كان له دور كبير داخل العمل ..:-
في.جعلت الحرف .إشارة إلى اختراع الأبجدية
وفي هابيل ..وقابيل
واستخدم كذلك المحسنات مثل التصريع في البيت الأول والتصاد
مثل ،”الصحاري ..واخصراره”
وكل ذلك.جعل النص معبرا حيًا
فيه تناغم وحركه ..يتماس مع الآخر ويؤثر فيه
** ولكن رغم هذا الإتقان:-
فهناك من وجهة نظري:-
*حذف الشاعر واو الموسيقا فصارت الموسيقا لاستقامة الوزن
كذلك حذف يا قيثاره فصارت قثاره ورغم أن هناك من يجيز ذلك في الشعر ولكنني لا احبذه
** كذلك قوله” من البازلت ” لم تضف جديدًا
ولم تخدم المعني وخاصة مع ذكر من صخر صموت قبلها ..
لكن النص يحوي آليات الشعر العمودي
ويحقق الإمتاع والإبداع