الفرط في العطاء و علاقته بجلد الذات
قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
العطاء يعني الحياة أو بمعنى أصح استمرار للحياة
و العطاء لكي يكون صحيح لابد أن يكون بالتبادل حتى تتم عملية العدل
اولاً مع النفس
ثانياً مع الغير
ندخل في موضوعنا اللي واجع قلوب ناس كتير
ناس بتقف مع نفسها وقفه و كأنها عدوة نفسها من كُتر الوجع اللي شيلاه جواها من نفسها و على نفسها و النقطة دي هنرجع لها تاني .
كل حاجة في دُنيتا في تعامُلاتنا اليومية عطاء
الولاد اللي بيبروا اهاليهم .. عطاء
حُسن تعامل الأزواج .. عطاء
الأم اللي واقفة على أقدامها طول النهار .. عطاء
الأم اللي بتعمل و بتساعد في المعيشة .. عطاء
الأم اللي زوجها توفي أو طُلقت و بالبلدي كده زي ما بنقول قعدت على اولادها يعني لم تفكر بالزواج .. عطااااء
الأب أو الأم اللي اتغربوا علشان خاطر حياة كريمة لأولادهم .. عطاء
الأب اللي بيعمل عمل و اتنين كي يوفي بيته .. عطاء
و و و
و اكيد حضرتكم عندكم نماذج اكتر من اللي ذكرتها
العطاء في حد ذاته مفهوم سامي جداً و عند بعض الناس أصل في تكوينهم كبشر
و لكن صفة البشرية لها حدود و طاقة و قوة تحمل
فتلك الصفه بعينها مُتغيره بطريقة لن و لم يتخيلها احد
و عندما يحدث ذلك
إعلم إنه وصل لمرحلة جلد الذات
وصل لمرحلة اللاعودة كسابق عهده في العطاء
ستجد إنسان لا تعرفه
و هو أيضاً لن يعرف نفسه
لأنه اكتشف أن عطائه من طرف واحد
فـ ظل يُعطي حتى سُلب منه ابسط الحقوق
ظل يُعطي حتى تجاوز الجميع حدودهم معه
ظل يُعطي حتى انه لم يُعتني به في ابسط الواجبات المفروضة
كالفرح و الحزن
ظل يُعطي حتى وجد نفسه وحيداً وقت الشدائد
ظل يُعطي حتى ظن الآخرون أن هذا فرض عليه
ظل يُعطي حتى ظن الأخرون عفواً انه ليس بشر .
و لكنهم في الحقيقة خسروا إنسان بمعنى الكلمة
إنسان قلبه لا يحمل إلا الخير بالعطاء
إنسان يمكن أبسط احتياجاته في العطاء كلمة طيبة
إنسان كل احتياجاته تقدير و احترام لما يُقدم
إنسان يحتاج إنسان مثله يشد من أزره وقت الشدة
إنسان يحتاج إلى من يفرح لفرحه
نعم ما زال إنسان لابد أن يُعطي و ياخذ
يُحب و يجد من يُبادله الحُب
يفعل الواجب ليجد من يقف بجانبه في أي وقت
لا تجعلوا العطاء عبء على النفس
فنحن في زمن قل من وجدت فيه هذه النفوس الطيبة
حتى لا تخسروهم و حتى تجدوا من يهون عليكم الدُنيا
في هذا الزمن الصعب
التعليقات مغلقة.