موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الفرق بين أفواج الدنيا وأفواج الآخرة ، ودخول الجنّة زُمرا .

565


الفرق بين أفواج الدنيا وأفواج الآخرة ، ودخول الجنّة زُمرا .

بقلم : أشرف خاطر

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، ومن اتبّع هداه ،
الفوج هو الجماعة من الناس المارّة المُسرعة ، وجمعه أفواج ، أي جماعات ، وبالقواميس العربية والمعاجم معنى قوله تعالى : ( فتأتون أفواجاً ) سورة النبأ ١٨ ، أي أمماً أو جماعات مختلفة الأحوال ، وقوله تعالى : ( ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ) سورة النصر آية ٢ أي جماعات جماعات كثيرة ، بعد أن كانوا يدخلون واحداً واحداً واثنين اثنين ، صارت القبيلة تدخل بأثرها في الإسلام ، وهذا مما يجعل أفواج الدنيا تسعد النفس وتبشرها بالخير ، في حين أفواج الآخرة أخبرنا عنها القرآن الكريم ، بأنهم مجموعات أوجماعات بعضهم مع بعض ، كل أمة تأتي مع نبيها ، كما قال الله تعالى : ( يوم ندعو كل أناسٍ بإمامهم ) الإسراء ٧١ ، فكل أمة تُدعى إلى كتابها ، وتُدعى مع نبيها ، وأيضاً المؤمنون مع المؤمنين ، والكافرون مع الكافرين ، ولهذا قال سبحانه وتعالى : ( وإذا النفوس زُوّجت ) التكوير ٧ ، يعني قُرنت مع أشباهها ، وأيضاً داخل كل مجموعة أهل الإيمان وهم أصناف ومراتب وكذلك أهل الكفر والنفاق ، كما جاء في الحديث الصحيح والمروي من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : يارسول الله ! أرأيت قول الله تعالى : ( يوم يُنْفَخ في الصور فتأتون أفواجاً ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ بن جبل لقد سألت عن أمرٍ عظيم ، ثم أرسل عينه باكياً ، ثم قال : ( يُحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتاً قد ميّزهم الله تعالى من جماعات المسلمين ، وبدّل صورهم ، فمنهم على صورة القردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكسون : أرجلهم أعلاهم ، ووجوههم يُسحبون عليها ، وبعضهم عميٌ يترددون ، وبعضهم صُم بكم لا يعقلون ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم ، فهي مُدلاة على صدورهم ، يسيل القيح من أفواههم لعاباً ، يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مُقطّعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلوبون على جذوعٍ من نار ، وبعضهم أشد نتناً من الجيف ، وبعضهم ملبسون جلاليب سابغة من القطران لاصقة بجلودهم ؛ فَأَمَّا الذين على صورة القردة فالقتات من الناس يعني النَّمَّام وأمّا الذين على صورة الخنازير فأهل السحت والحرام والمكس ، وأمّا المنكسون رؤوسهم ووجوههم فأكلة الربا ، والعمي: من يجور في الحكم ، والصم البكم : الذين يُعجبون بأعمالهم والذين يمضغون ألسنتهم : فالعلماء والقصاص الذين يخالف قولهم فعلهم ، والمقطّعة أيديهم وأرجلهم : فالذين يؤذون جيرانهم ، والمصلبون على جذوع النار : فالسعاة بالناس إلى السلطان ، والذين هم أشد نتناً من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات ، ويمنعون حق الله ( والفقراء )من أموالهم ، والذين يلبسون الجلابيب : فأهل الكبر والفخر والخيلاء .
الآيات التي ورد فيها ( فوج ) و( أفواجاً ) خمس آيات :
قال تعالى : ( هذا فوجٌ مقتحمٌ معكم لا مرحباً بهم إنهم صالُوا النار ) سورة ص ٥٩
قال تعالى : ( كلما أُلقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ) الملك ٨
قال تعالى : ( ويوم نحشر من كل أمة فوجاً ممن يُكّذب بآياتنا ) النمل ٨٣
قال تعالى : ( يوم يُنْفَخ في الصور فتأتون أفواجاً ) النبأ ١٨
قال تعالى : ( ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ) النصر ٢
وكلها تتحدث عن أفواج الآخرة ماعدا أفواج سورة النصر ، فهي بالدنيا يوم فتح مكة .
حديث أفواج يوم القيامة وأهوالها ، تنخلع له القلوب وحالة من الرهبة غلّفتها ، أما في السورة النصر والدخول في دين الله أفواجاً يوم فتح مكة ، أعطت خيرية في أفواج الدنيا ، وَمِمَّا يسهم في البشرى من جانبنا ولَم نجده فيمن تناولوا وكتبوا في الأفواج ، والله أسأل أن ينفعني به ، هي : أفواج الحجيج لبيتالله الحرام ، إكتسبوا صفة الأفواج ، لأنهم يأتون جماعات جماعات ولهم أئمتهم ويأتون من كل فجٍ عميق ليشهدوا منافع لهم وليتموا الركن الخامس من أركان الإسلام ، فمن البشرى من تلك الأفواج أنها حالة مصغرّة من يوم القيامة ولكن هذة الأفواج تميزت وحظيت بما لم تحظ به أفواج يوم القيامة ، ففي وقوفهم بعرفات الله ، يمثل ركن الحج الأكبر _ والحج عرفة كما قال صلى الله عليه وسلم _ في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام ومع غروب شمس ذلك اليوم المبارك وفِي مشهد عظيم ، يباهي به الله عزّ وجل بأهل عرفات اهل السماء ، متضرعين لله عزّ وجل أن يتقبل منهم حجهم وأن يغفر لهم ذنوبهم في ذلك اليوم العظيم ، ثم يُشهد الله سبحانه وتعالى الملائكة بأنه قد غفر لخلقه في يوم عرفة ، حيث أنه اليوم الأكثر عتقاً من النيران والمغفرة كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه جابر رضي الله عنه : ( ما من يومٍ أفضل عند الله من يوم عرفة ، ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا ، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، فيقول : انظروا إلى عبادي ، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجّين ، جاءوا من كل فجٍ عميق ، يرجون رحمتي ، ولَم يروا عقابي ، فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار ، من يوم عرفة ) . وفِي نفرة أفواج الحجيج عند غروب شمس يوم عرفة يُسرع الحجيج ، ففي حجة الوداع لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهم : السكينة السكينة ، مما يدل على أنهم أفواج بمعناها المتميز بالجماعات المسرعة كما أسلفنا ، وبذكرها والتذكير بها وما بيننا وبينها إلا أياماً معدودات ، نسأل الله أن يبلغنا إياها كما نسأله سبحانه أن يبلغنا رمضان من قبلها ، ويسلمنا لرمضان ويتسلمه منا مُتقبّلاً ،
وسُئلت من سائلٍ كريمٍ ، ما معنى : ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنّة زُمرَاً ) سورة الزمر ٧٣ ، هذا إخبار سعادة حال للسعداء المؤمنين بأنهم يدخلون الجنّة جماعة بعد جماعة : فكل طائفة مع من يناسبهم ، فالأنبياء مع الأنبياء والصديقين مع الصديقين والشهداء مع أضرابهم ، والعلماء مع أقرانهم ، ونلاحظ أنهم جماعات ومجموعة ليست في حجم الأفواج ، فالزمر هي المجموعة توصف بالصغر مقارنة بالأفواج التي أتت ليوم الفصل ، فاللهمّ أجعلنا ممن يدخلون الفردوس الأعلى مع من أحببناهم فيك يالله ومن أحبونا فيك يالله ، زُمرا .
اللهمّ آمين يارب العالمين ، وصل اللهمّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، آمين .

التعليقات مغلقة.