الفرق بين مازال ولازال
الفرق بين مازال ولازال
د. وجيهة السطل
مازال من أخوات كان. فعل ناقص لا تتمّ الجملة معه إلاّ بمرفوعٍ هو اسمه، ومنصوبٍ هو خبره.،وتفيد الإثبات والاستمرار.
ويأتي منها الماضي والمضارع ولم يرد الأمر ولا المصدر، ولأنها ناقصة التصرّف، سميت الأفعال الناقصة.
أما (لا زال) فتختلف عن
(مازال) أخت كان .
هذه قريبتهم فقط بنسب الجذر اللغوي زال. لأن لا النافية تنفي المضارع مثل(ما).ولكنها لا تنفي الماضي،فإذا سبقت الماضي دون تكرار صارت للدعاء . نحو: لاعدمتًك. لا حرمنا الله منك، لافُضَّ فوك .
وبذا جاء بيت ذي الرمة :
ألا اسلمي يادار ميَّ على البلى …
ولازال منهلًّا بجرعائك القطر
فالشاعر يدعو لدار محبوبته بدوام السقيا والخير .
فإذا أردت نفي الماضي استخدمت ما.
وعلى هذا فأخت كان هي
زال مسبوقة بما التي تنفي الماضي(مازال).
ولأن زال يزول يعني تلاشى وامَّحت آثاره. فحين سبقته(ما) عكست معناه. لأن هذا نفي للنفي، فأصبح يفيد الإثبات، واستمرار وقوع الخبر لاسمها.
وهذه الاستمراريّة تمتد من الماضي حتى زمن التكلّم فقط أو بعده بقليل ، ولا تعني الديمومة مطلقًا. فقد يتغيّر الحال في المستقبل عاجلًا أو آجلًافي قولنا :
مازال الجو باردًا- مازال المطر منهمرًا .
ومثلها لم يزل.وهي صحيحة الاستعمال وتساوي مازال.
يقول أحمد شوقي على لسان مجنون ليلى في قصيدته الرائعة ( جبل التوباد):
لم تزل ليلى بعيني طفلة
لم تزد عن أمسِ إلا إصبعا
والجدير بالذكر ، أن فعل(زال) بمعناه المعجمي، حين يُنفى ب(ما) ماضيًا، ينتقل معناه إلى الثبوت والاستمرار .نحو: نظفت الثوب ومازالت (=لم تزل) آثار الحبر. أي مازالت موجودة.
وبانتقال (زال) بمعناه المعجمي إلى المضارع يصبح يزول . نحو:
بالعتاب والتسامح يزول سوء التفاهم .
أما إذا نقلناه ناقصًا مسبوقُا ب(ما) تحول مضارعه إلى مفتوح العين .(مايزال)
و”ما يزال ” في المضارع تفيد الاستمراريّة والديمومة المطلقة. على النقيض من (مازال) الماضي الذي تنتهي استمراريته في زمن التكلم، أو بعده بقليل،كما ذكرنا . .
أما رأيت قولنا :
ما يزال الله رحيمًا بعباده .
تعني أنّ الله متصف بهذه الصفة مطلقًا دائمًا بلا حدود ولا قيود؟؟
وقولنا: ماتزال الأم المضحية متفانيةً مضحيةً حتى تلاقيَ ربَّها.
يعني استمرارية هذه التضحية والعطاء حتى الموت.
واستخدام لا النافية جائز في المضارع (لا يزال)
ولكنها لا تفيد الاستمراريّة المطلقة بخلاف “ما يزال” ودليلنا قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ”
لاَ يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ مَا لَمْ يُحْدِثْ”
وقوله: “لا يزال الله مقبلًا على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه عنه انصرف وقد وردت كذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى : {لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}( التوبة١١٠)
وتتضح الاستمرارية المقيدة غير المطلقة في الأحاديث الثلاثة والآية القرآنية.
وينبغي التنبيه إلى أن الفعل الناقص مازال لا يجزَّأ إعرابيًّا، بل يعرب على حاله مازال: فعل ماض ناقص .ومثله
أخوات مازال الأربع الأخريات، مادام ، مابرح، مافتئ،ما انفك.
وتنفرد مادام من بينها في أن (ما) معها مصدرية ظرفية ، وليست للنفي.
وكل ما سبق ب(ما) من أخوات كان لا يأتي إلا ناقصًا.
أسعدكم الله دائمًا.ولكم شكري
وتحياتي
التعليقات مغلقة.