موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الفستان القصير بقلم حسين عيسى عبد الجيد

314

الفستان القصير
بقلم حسين عيسى عبد الجيد


لم تكن تتخيل أن تقوم إحدى صديقاتها بإرسال دعوة لحضور حفل،
يضم علية القوم،
ترددت كثيرا في قبول تلك الدعوة،
لأن الفارق الاجتماعي بينها وبين من يحضرون شاسع جدا،
ولكن مع إصرار صديقتها والتي تحبها حبا جما،
لما كان لها فضل عظيم عليها في حصولها على درجة الليسانس،
حيث كانت تغششها أثناء مراحل التعليم الجامعي؛
قبلت الدعوة،
وبدأت تفكر ماذا ترتدي لقضاء هذه السهرة والتي تضم زملاء الجامعة وأصدقاء مقربين لتلك الصديقة؟!
احتار أمرها في تلك السهرة التي جاءت على غير هواها، أو ربما على هواها،
فهي تتمنى أن تخرج بعريس من هذا الحفل،
وراحت تحدث نفسها، لم لا أتزوج رجلا من هؤلاء سواء كان أعزب أو أرملا أو حتى متزوجا؟!
فأنا لا ينقصني شيء فمؤهلاتي العلمية مزينة جدران غرفتي وبتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف،
ولولا المحسوبية كنت عينت معيدة،
بدلا من بنت عميد الكلية صاحبة التقدير المقبول،
ثم إني جميلة بشهادة الجميع.
تارة تريد أن تتصل بصديقتها لتعتذر،
وتارة أخرى تحلق بعيدا بعيدا…،
وتطلق لخيالها العنان، حيث التخلص من الفقر المدقع، ثم الانتقال إلى العيشة الرغداء إذا كتب لها الزواج من أحدهم.
قررت أن تقدم على سلفة مالية من المصرف؛
لأنها تود أن تستأصل المرارة لأمها،
فعليها أن تدفع ثمن الاحتياجات الخاصة بالعملية كما أخبرها الطبيب المعالج أن المشفى الحكومي العتيق خال من هذه الاحتياجات الضرورية، ثم شراء فستان يناسب ذاك الحفل الباهر،
لكنها اصطدمت بالفائدة المالية الكبيرة من قبل موظف المصرف،
رفضت رفضا تاما بعدما استشارت البعض، حيث أن الفائدة تدخل في حيز الربا.
لم يكن أمامها إلا أن تحصل على مال بشكل فوري،
حتى لا تضيع منها تلك السهرة لعل وعسى…،
وسرعان ما قفزت في حافلة، أمسكت بمقبضها وبدأت تتنقل هنا وهناك،
ورويداً رويدا بدأت الحافلة تكتظ بالموظفين العائدين من أعمالهم،
وبعد أن فحصت الراكبين؛ وقفت بجانب رجل أربعيني، التصقت به طواعية،
ثم سحبت حافظته المدفونة في جيبه الخلفي بكل هدوء، سرعان ما أجلسها شاب صغير، بعدما لمحها محشورة بين رجلين،
وراح صدرها يعلو وينخفض خوفا أن ينكشف أمرها،
فتحت الحافظة بعد أن أدخلتها في حقيبتها، وجدت فيها مبلغا كبيرا،
يكفي لشراء الفستان ومصاريف عملية أمها،
قبيل أن تهم بالنزول؛
سمعته يتحدث في الجوال : حاضر حاضر في خلال ساعة سأكون عند التاجر أدفع له الأقساط المتأخرة؛ خوفا أن يرفع ما أخذه عليه من أوراق تدينه ويكون عرضة للسجن، وبأعلى صوتها :
يابشمهندس تحت قدميك حافظة،
شكرها بعدما اطمئن على ما بها من نقود،
وهي على درج الحافلة نزولا ذرفت الدموع.
ركضت صوب زميلة لها تساعدها في أن تدخل في جمعية شهرية على أن تقبضها أولا،
اعتذرت زميلتها عن عمل جمعية في هذا الوقت لما عانته من بعض المشاركين الذين يتأخرون في السداد أول كل شهر،
إضافة للبعض الذين يعولون على الجمعيات كثيرا لأنهم ضربوا مواعيد على حسب احتياجاتهم،
ثم أن أغلب الموظفين يستلفون رواتبهم قبل أن يقبضوها،
فباتت الجمعيات شحيحة، وأنها تجلب مشاكل عدة،
راحت تفكر ماذا تفعل وموعد عملية والدتها اقترب وحفل صديقتها أيضا؟!
علمت أن لها جارة جاءت من إحدى دول الخليج،
ذهبت لزيارتها وقصت عليها أمرها،
فتحت حقيبتها وأعطتها فستانا يليق بتلك السهرة، وكانت الجارة جلبته من إحدى المريضات والتي كانت تتردد على إحدى المستشفيات التي كانت تعمل فيها ممرضة،
والذي ضاق عليها ومالا حيث مصاريف عملية أمها، وحقيبة يد وحذاء،
بعد أن ارتدته صارت ملكة جمال،
وكأنه مصمم لها! فهو لا واصف ولا كاشف ولا ملفت للنظر، وبدت حقا متناسقة شكلا ومضمونا،
ارتدت ملابسها بعدما اتفقت مع أمها ألا تخبر أباها القعيد بأنها ستحضر ذاك الحفل،
حيث يرفض الذهاب إلى أي مكان ليلا وفي هذه الآونة خاصة،
ولا سيما أن جرائم التحرش باتت في ازدياد،
لكنها خرجت واثقة الخطا تمشي ملكة؛
بعدما أغرت أمها بأن تجهز نفسها حيث العملية،
لم يلفت نظرها القصر الذي تقطن فيه صاحبتها، ولا حتى المائدة المكتظة بأشهى المأكولات والحلويات،
ولا بالنساء الحور اللائي يرتدين حليا وفساتين من باريس عارية النهود والأفخاد ولا حتى لصرخات أمعائها،
وإنما راحت تتفحص الحضور وتتأمل الرجال،
لتشبع جوعا آخر جاءت من أجله،
جوعا إن لم تشبعه؛ سيلقيها خلف طوابير العنوسة زمنا طويلا،
فقد أشرفت على ثلاثين ربيعا، فكلما مر من أمامها رجل تتفحصه دون أن يدري وتصدر حكما عليه في حينها،
دراستها لعلم النفس جعلتها تغوص في النفس البشرية دون حوار مسبق،
فمن خلال الأحاديث القليلة التي سمعتها وهي تراقبهم؛ استطاعت أن يكون لديها فكرة عن كل شخصية حاضرة في هذا الحفل الباهر،
فهذا عصبي، وذاك نرجسي، والماكث بعيدا بخيل، إلى أن وقعت عينها على رجل يبدو على مشارف الأربعين،
ذكي، أنيق، خفيف الروح،
من تحت الطاولة؛ مدت حذاءها، ضغطت بقوة على ساقه؛ صرخ عاليا، نظرت إليه بمكر، هم واقفا يتحسس موضع الألم، ابتسم، ابتسمت، جذب أخرى وخرجا معا.
حسين عبدالجيد / مصر

التعليقات مغلقة.