موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الفلسفة القرآنية تأليف : عملاق الأدب عباس محمود العقاد… عرض وتقديم : حاتم السيد مصيلحي

506

الفلسفة القرآنية تأليف : عملاق الأدب / عباس محمود العقاد

عرض وتقديم : حاتم السيد مصيلحي


ظل المفكرون والمتكلمون منذ أن انبثق نور الإسلام، وخاصة عقب ظهور الفرق والطوائف التي تعددت مآربها، وتباينت مراميها يطرحون بعض القضايا المستجدة على مجتمع المسلمين، منها : الحرية، والعدل، والروح، والقدر… وأحدثت بين صفوفهم الفرقة والانقسام إلى شيع وأحزاب ومدارس.
وقد عالج العقاد هذه القضايا من خلال الفلسفة القرآنية بداية من الحرية، فيقول عنها: إن الحرية لابد أن تكون مسئولة، لأنه إذا انطلق كل فرد في إرضاء نزعاته وتحقيق منافعه دون غيره؛ لتعذر قيام الجماعة، وانتهى الأمر بفوات المصلحة الفردية نفسها، ولتعرض كل فرد لعدوان الآخرين وعجزه عن تدبير منافعه كلها، وهي تتوقف على أعمال كثيرة موزعة بين الأفراد الكثيرين على اختلاف الصناعات، ومن هنا وجب على كل فرد أن ينزل عن بعض نفعه، ويعدل عن بعض هواه، لكي يضمن بهذا النزول المختار أكبر قسط مستطاع من الحرية والأمان.
ويلفت العقاد أنظارنا إلى أن المجتمع قد يملي على الإنسان مايليق ومالا يليق، ولكنه لا يغنيه عن هذا الضابط الذي تناط به جميع الأخلاق؛ لأنه دليل على صحة التكوين، وخلو النفس من الخلل والتشويه، وبهذا الضابط الذي لا غنى عنه في كل خلق من الأخلاق يتحدى الإنسان فرائض المجتمع كله، إذا فرضت عليه ماينفر به من طبعه، حيث يقول الله تعالى: (وإن تطع من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون)
ثم يحدثنا عن مقاييس التقدم والسعادة، فيقول : إن مقاييس التقدم يقع فيها الاختلاف والاختلال، فإذا قسنا التقدم بالسعادة، فقد تتاح السعادة للحقير ويحرمها العظيم، فإذا قسناه بالغنى، فقد يغنى الجاهل ويفتقر العالم، وإذا قسناه بالعلم، فقد تعلم الأمم المضمحلة الشائخة وتجهل الأمم الفتية.. إلا مقياسا واحدا لا يقع فيه الاختلاف والاختلال وهو مقياس المسئولية واحتمال التبعية، فإنك لا تضاهي بين رجلين أو أمتين إلا وجدت أن الأفضل منهما هو صاحب النصيب الأوفى من المسئولية، وصاحب القدرة الراجحة على النهوض بتبعاته والاضطلاع بحقوقه وواجباته.
ثم يطوف بنا وينتقل إلى نظرية العدل، تلك النظرية المعقدة والتي أخذت صورا وآراء متعددة منذ أقدم العصور ومنذ أقدم الحضارات، والذي كان العدل يأخذ صورة الميزان حتى وقتنا هذا، الذي تتساوى فيه الكفتان، فإن ثقلت إحداهما عن الأخرى حدث الخلل، فيقول :” ميزان العدل الصحيح هو التسوية بين حقوق المرء وواجباته، فليس من العدل أن تسوي بين اثنين مختلفين في الحقوق والواجبات ذلك هو الظلم بعينه بل هو شر من الظلم أيا كانت العاقبة التي تؤدي إليها؛ لأنه هو وضع الشيىء في غير موضعه” فالعدل الذي فرضته الفلسفة القرآنية للمرأة مثلا هو وضع المرأة في وضعها الصحيح من الطبيعة ومن المجتمع ومن الحياة الفردية، فمن اللجاجة الفارغة أن يقال :” إن الرجل والمرأة سواء في جميع الحقوق وجميع الواجبات؛ لأن الطبيعة لا تنشيىء جنسين مختلفين لتكون لهما صفات الجنس الواحد، ومؤهلاته، وأعماله، وغايات حياته، وهذا الموضوع من الخلافات الجارية على الساحة في عصرنا.
ثم يقف العقاد عند نقطة تعد من الأوهام الشائعة، التي يقف عندها دائما أعداء الإسلام لكي يهاجمونا منها حيث إن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي أباح تعدد الزوجات، وهذا وهم قد سرى إلى الأخلاد بحكم العادة؛ لأن الواقع الذي تدل عليه كتب الإسرائيليين والمسيحيين أن تعدد الزوجات لم يحرم في كتب الأديان الثلاثة، وكان عملا مشروعا عند أنبياء بني إسرائيل وملوكهم، فتزوجوا بأكثر من واحدة وجمعوا بين عشرات الزوجات والجواري في حرم واحد، وروى “وستر مارك” العالم الحجة في شئون الزواج على اختلاف النظم الإنسانية.. إن الكنيسة والدولة معا كانتا تقران تعدد الزوجات إلى منتصف القرن السابع عشر، وكل ماحدث في القرن الأول للمسيحية أن الآباء كانوا يستحسنون من رجل الدين أن يقنع بزوجة واحدة، وخير من ذلك أن يترهب ولا يتزوج.

  ثم ينتقل العقاد إلى الشائعات والأكاذيب التي شنها أعداء الإسلام ضده ليوصموه بدين الإرهاب وسفك الدماء، وأن العلاقة بينه وبين الأمم الأخرى علاقة حرب وقتال، فيقول : " إن شريعة الإسلام لم تضع السيف قط في غير موضعه، ولم تستخدمه قط حيث يستغنى عنه بغيره، وقد نشأت الدعوة الإسلامية بين أقوام يحاربونها ويكيدون لها، ويصدون الناس عنها، وأمر المسلمون بقتال من يقاتلونهم من غير عدوان ولا شطط، حيث قال تعالى :(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين..) فلم يكره الإسلام أحدا على الدخول فيه، حيث قال تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي…) فكل ماهنالك أن الدين الإسلامي لم يُكره أحدا لكي يؤمن ولكنه ترك الناس لضمائرهم يدينون بما اختاروه من دين. 
ثم يتحول إلى مسألة العقوبات في الإسلام، حيث إن الجريمة فساد في نفس المجرم، وأن العقوبة إصلاح له أو وقاية للمجتمع من فساده، وأن مصلحة المجتمع مقدمة على مصلحة الفرد، فالقصاص مصلحة اجتماعية، حيث يقول الله تعالى : ( ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب). 

وعن الروح ذلك السر الخالد يرى أنها أجسام لطيفة سارية في البدن سريان ماء الورد في الورد، باقية من أول العمر إلى آخره لا يتطرق إليه خلل ولا تبدل، حتى إذا قطع عضو من البدن انقبض مافيه من تلك الأجزاء إلى سائر الأعضاء.. ومنهم من قال إنها جزء لا يتجزأ من القلب، وقيل إنها جسم هوائي في القلب أو أنه جزء هوائي من الدماغ.. والمحدثون يقيمون هذه القنطرة بين العالمين، عالم الروح وعالم المادة بفروض كثيرة، منها أن الغدة الصنوبرية في الدماغ هي ملتقى الروح بالجسد ومنها أن يرتفعوا بالمادة الجسدية إلى غايتها من الصفاء لكي تتقبل الأثر في عالم الأرواح.
ثم يتحدث العقاد عن القدر : والذي كان الإيمان بالقدر ملازما للإيمان بالمعبود منذ أقدم العصور، ومحاور النزاع والخلاف بين المتكلمين، وحرية الإنسان وعلاقتها بكونه مخيرا أم مسيرا.

التعليقات مغلقة.