موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الفلسفة وإنسان الزمن الصعب بقلم هانى موسى

216

الفلسفة وإنسان الزمن الصعب بقلم هانى موسى

هذا العنوان عالق بذهنى منذ أن كنت طالبا بالجامعة وهو عنوان لأحد موضوعات الفلسفة الحديثة والمعاصرة الذى درسناه على يد أستاذتنا الإسكندرانية الموطن الطيبة الأصل الدكتورة “السيدة جابر محمد خلاف” عليها رحمة الله .
كانت عليها رحمة الله تقول لنا دائما “الفلسفة لن تؤكلكم عيش يا ولادى ولكنها ستزرع بداخلكم شيئا جميلا للحياة والتعامل معها برقى و ستتعرفون على قيمة وجودكم الحقيقى فيها؛ كانت تقول لنا أيضا كم يعجبني مسلسل ” لن أعيش فى جلباب أبى ” ، وكم يعجبني السيدات المكافحات وهن يكنسن على كورنيش الإسكندرية و انا آتية إلى عملى ..نعم اتذكر عباراتها جيدا و قلما ترك أستاذ أثرا فى نفوس طلابه إلا لأنه يستحق أن يكون له هذا المكان فى قلوبهم .

…ورغم اننى – والحمد لله – لا أحب الحديث عن نفسى وأرى نفسى أقل الناس وتلميذا يتعلم من الصغير قبل الكبير ؛ إلا اننى انتهج نهج من علموني بمنهج الرفق وسعة الصدر للجميع فى زمن أرى أنه أصبح مشكلة الشباب فيه هو من يستمع إليهم ويلامس واقعهم وتجاربهم ومشكلاتهم .
نعم “أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ” فالواقع يزج بالآلام فى طرقاتنا فى غياب مجتمعى تام! ولكن رغم ذلك فمشكلات الناس ليست كلها مادية فقط ، فقد تكون كلمة طيبة منك تمنع شر وبلاء كبير وقع فى نفس إنسان لجأ إليك ؛ ألم يقل صلى الله عليه وسلم ” إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن تسعهم منكم بسطة فى الوجه وحسن الخلق ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
..هل كانت سيدة المنصورة ستُقدم على ما فعلته لو وجدت منْ يثبّتها على الإيمان والصبر على البلاء فى فلذات كبدها الثلاث المرضى ؛ هل كانت ستصل لهذه الحالة ؟!!
…كم من أناس يتواصلون معى حين يداعبهم شيطانهم الماكر وضعفهم القابع بداخلهم نحو فكرة الانتحار ( لثقة أعتز بها ) ومن بينهم من هم أرقى تعليماً ومكانةً يتمناها الكثيرون!!
فأحاول قدر استطاعتى أن أنحى هذه الفكرة عن أذهانهم تماماً .
وأعود لأقول .. لم ينتحر هو أو هى ؟
إما لمرض ، لفقر ، لفقد حبيب ، لعلاقة عاطفية انتهت بالفشل ، لزيادة فى الوزن ، لعدم الرضا عن الهيئة التى خلقنا الله عليها ، لظلم تعرضنا له من فرد أو مجتمع نعيش فيه ، لملل من الواقع أو ترف زائد كما يحدث فى السويد ودول الغرب مثلا وبعض المترفين عن الحد فى بلادنا!
؛ فنكتشف هنا لب القضية وهو الضعف الإنسانى للبعد عن المنهج الإلهى القويم فى تذكية النفس وتقويمها وفق ارادة الله التى بها تتحقق إرادة العبد وحريته الحقيقية والكاملة .
نعم ارادتك تتحقق وفقما أراد الله لك ولنا جميعا ، ففى كلا الأمرين( المنح والمنع ) عطاء ولكن لا تبصرون !
نعم ما منع الله عنا هذا أو ذاك الا لخير مؤجل ان لم يكن فى الدنيا فهو فى الآخرة ولكن مجاهدة النفس والهوى أمر يحتاج إلى عزيمة وإيمان قوى بالله .
..و إذا كان “شيشرون ” حكيم الرومان قال ذات مرة ” انى أشفق على الشخص الذى لا غاية له فى الحياة “
فإننا حقا لو أدركنا حقيقة وماهية وجودنا فى هذه الحياة سيهون فى أعيننا كل ما نراه فى هذه الدنيا ذى قيمةٍ ونفع ! لأن الرحلة قصيرة وما بعدها أعظم نفعاً .

..وهنا أقول إن مسئولية الكل عن الكل واجبة .
لابد أن نساند بعضنا البعض دائما و ألا ترى ضعفى فتهزأ بى و تزيد منه بسخريتك أو عدم اهتمامك فتجعل الحياة تزداد سوادا فى وجهى أو أن ترى محاسنى وقوتى فتقلل منها و تشعرنى بأننى بلا قيمة فى هذه الحياة. لا تكن كالفراشات المحترقة التى تصر على الانتقال بين النيران هنا وهناك ولكن ليكن كل منا كالورود التى تعطى رائحتها الذكية للجميع بلا مقابل .
إذا رأيت ضعفًا فى إنسان فقوّه وإذا رأيت قوةً فيه فاشحذ همته ليزيد منها ؛ هكذا تبنى إرادة الأفراد ومن بعدها المجتمعات القوية .

التعليقات مغلقة.