الفنانين والربيع بقلم ريهام الرفاعي
لطالما تأثر الفنان بالبيئة المحيطة به و بالطبيعة وعناصرها وألوانها العديدة, والربيع فصل ملىء بالحياة والنشاط والألوان النابضة الملهمة فخرجت لوحاتهم لنا على مر العصور لتصور مشاعرهم التى تأثرت بألوان وأحاسيس الربيع الجميلة .
تظهر الألوان المفعمة بالحيوية والتي إستلهمت من ألوان الأزهارو النباتات المختلفة ، والعشب الأخضر وأشجار الفاكهه, ولم ينس الفنان ايضاً ان يصور الحياة اليومية للبشر مع قدوم الربيع .
ويعد عيد الربيع او شم النسيم كما يطلق عليه المصريين هو أقدم احتفال شعبي عرفه التاريخ بداية من قدماء المصريين منذ مايقرب من خمسة الآف سنة ، وترجع تسمية “شم النسيم” بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية “شمو”، وهي كلمة هيروغليفية قديمة تعنى عيد الخلق أو بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم يرمز إلى بدأ خلق العالم وبعث الحياة , وبالطبع لم ينس المصرى القديم ان يرسم ويصور مظاهر الإحتفالات بعيد الربيع آنذاك.
ومن اشهر اللوحات التى صورت إحتفالات المصريين بعيد الربيع او شم النسيم لوحة لسميتون تيللي وهو أحد الرسامين الفرنسيين الذين يعملون بجريدة فرنسية في منتصف القرن التاسع عشر ومثلت احتفالات شم النسيم في مصر وكانت نقلاً عن إسكتش أو رسم كروكي لفنان آخر هو أم دارجو … والصورة التي رسمها الفنان الفرنسي ونشرتها الجريدة تزخر بالحياة والبهجة والفرح وتمتلئ بالتفاصيل الحية التي تعبر عن واقع المجتمع المصري في ذلك الوقت ، فاللوحة مرسومة بالحبر الأسود وبخطوط أنيقة ، رقيقة وواثقة وتحكي بالتفصيل كل مظاهر الاحتفالات التي تتم في هذا العيد المصري، وهي مرسومة في إحدي الحدائق أو المتنزهات التي كانت منتشرة في مصر في ذلك الوقت علي غرار الحدائق الأوروبية الفرنسية والانجليزية مثل متنزهات شبرا والازبكية وغيرها مما يشير الي إرتباط هذا الاحتفال بالخضرة والربيع وهي مكتظة بالبشر ولكن كل شخص يقوم بفعل مختلف عن الاخر . يعد ساندرو بوتيتشيلي أحد أبرز الشخصيات في أوائل عصر النهضة الإيطالية ، بل ان أعماله وأسلوبه في الرسم قد ألهم عددًا لا يحصى من الفنانين البارعين الذين سيأتون من بعده, ولد في إيطاليا حوالي عام 1445.
وتصور اللوحة ست شخصيات نسائية ورجلين ، إلى جانب صورة كيوبيد صغيرة يمكن رؤيتها تحوم فوق كوكب الزهرة.
تُظهر اللوحة بأكملها حركة من اليسار إلى اليمين وتشير إلى التغييرات التي تمر بها بعض الشخصيات ، وفقًا للأسطورة الرومانية. وهى من أكثر الأعمال شهرة التي تتمحور حول موسم الربيع
يعد كلود مونيه أحد أكثر الشخصيات المرموقة من الحركة الانطباعية التي حدثت في القرن التاسع عشر. وُلد الفنان الفرنسي في باريس عام 1840 في وقت كانت فيه المدينة مركزًا صاخبًا للتعبير الفني.
كان الفنان يحب العيش وقضاء الوقت في المناطق الريفية بدلاً من المدينة وفى عام 1872 رسم مونيه تحفته الفنية وكانت بعنوان ” أوقات الربيع ” وهى تمثل زوجته “كاميلا “جالسة تحت مظلة تقرأ كتابًا ، والزهور المحيطة بها تعج بالحياة.وقد رسم هذه اللوحة بعد فترة وجيزة من إنتقاله وعائلته لقرية صغيرة تتميز بجمال الطبيعة وقد استلهم منها عدداً من أعماله عن الربيع كان بيير أوغست كوت يميل لإسلوب الاكاديمية الكلاسيكية وله عدداُ من الأعمال التى صنفت من الروائع.
وتصور اللوحة اثنين من العشاق يجلسان على أرجوحة فى غابة مليئة بالأزهار والنباتات وهى تحمل دلالة واضحة على ان الربيع هو شهر الحب.
.كان فينسينت فان جوخ من أكثر الفنانين الذين اشتهروا برسم الطبيعة الحية المليئة بالجمال النابض بالحياة والألوان , كان فان جوخ يعانى من إضطرابات نفسية وقد قضى فترة من حياته فى المصحات النفسية بفرنسا.وقد رسم وقتها العديد من اللوحات التى تصور الأشجار المزهرة ربما لانها تحمل دلالة ولادة الامل فى حياة اخرى غير تلك التى عانى منها من حالات مظلمة بسبب نوباته المستمرة مع المرض العقلى .
وقد اطلق فان جوخ على هذه اللوحة ” أزهار اللوز” رسمها عندما كان يعيش فى ” آرل” وهى مدينة ساحلية جذابة بجنوب فرنسا
الفنان الهولندى لورنس ألما وهو من رواد الاكاديمية الكلاسيكية ايضاً , ولد فى هولندا بعدها تجنس بالجنسية البريطانية . ولعل من أشهر أعماله الخاصة بفصل الربيع , لوحة رسمها عام 1894 بعنوان الربيع و تعبر عن مشهد من الامبراطورية الرومانية القديمة وموكب ملىء بالحيوية من النساء والاطفال وهم يتجولون فى الشوارع وسط اجواء إحتفالية بالربيع .
التعليقات مغلقة.