(الفن التشكيلي…رسالة لم تصل بعد ) -٢ … بقلم ولاء محمد
بعد أن اعترفنا في المقال الآخير بعدم وجود جمهور حقيقي للفن التشكيلي
كان لزاماً علينا أن ندرس أسباب تلك الأزمة ..
وهذا ما دفعني أن أطرح السؤال التالي ماذا يقدم الفن التشكيلي للمواطن العادي ؟
أمر طبيعي جداً إن ظن المواطن أن الفن التشكيلي ليه له أهمية او فائدة . فمعظم الأعمال الفنية لم تقدم أو تناقش ما يهم رجل الشارع – وهنا أؤكد ان معظم الأعمال وليس الكل ومعظم الفنانين وليس الكل –
فبات الفن التشكيلي في نظره مجرد ديكور أو أمر يهم صفوة المجتمع ممن عندهم رفاهية اقتصادية وفكرية ومتسع من الوقت . ومعه كل الحق في ذلك فرجل الشارع عنده من الأولويات ومن هموم الحياة ما يشغله . وإن أراد الترفيه فالفنون السمعية والحركية معا تقوم بالواجب دون أدنى جهد منه في تأمل أو تدقيق نظر ! بخلاف الحال في مجالنا .
ويعزز ذلك صخب للحياة العصرية والمتسارعة والتوتر المتزايد والانشغال بلقمة العيش فلا مجال ولا وقت للتأمل والتفكر
علاوة على ذلك نرى سطحية الرسالة الفنية الموجهة من خلال العمل الفني.
فمن ذا الذي يهتم بأمر لا يهمه ؟
فمن المعتاد أن يتخذ الفنان التشكيلي الفن وسيلة لطرح تجاربه او معاناته الشخصية فقط . ماذا يعني المتلقي في أمرك الشخصي ؟
هو أيضا عنده من الهموم ما تنوء بالعصبة أولي القوة
. فلتناقشها .. اطرح من القضايا ما يهمه . انزل الى أرض الواقع واحتسب نفسك من الناس
. فهم إذن معذورون إن قالوا أن الفنان يسكن برجا عاجيا . وأنه يتعمد أن يظهر بمظهر مختلف ليقول انا مختلف .
واسمحوا لي ان اشارككم تجربة شخصية في هذا الصدد
اهتمام الناس بما أقدمه ينبع في الأساس بمدى اهميته في حياتهم
إحياء القضية الفلسطينية على سبيل المثال في وقت لا احداث فيه والتذكير بها . طرح قضية المساواة والتمسك بالعدالة عوضا عنها وكشف حقيقة تلك المطالبات النسوية . التنبيه لأخلاقيات المجتمع وما آلت إليه.. وغير ذلك من الموضوعات المهمة جعلت جمهوراً يأتي من كل مكان ليتواجد ويقول هذا ما نريد ان نناقشه !!
عزيزي الفنان ..
ليكن اختلافك في طرائق تناولك لقضايا الناس ذات القيمة والأثر
فنحن إذن قد وضعنا أيدينا على أصل المشكلة .( قيمة الطرح )
وذلك بالطبع يرجع لشخصية كل فنان ولعمق او ضحالة فكره
وهنا التمس للمتلقى كل العذر إن سأل
-ماذا يعني فن تشكيلي
-ما فائدته ؟
-كيف نقرأ العمل الفني
وغيرها من الاسئلة التي تردني سأجيب عنيها تباعاً في المقالات القادمة بإذن الله تعالى.
التعليقات مغلقة.