الفيسبوك والخصوصية بقلم عصام فاروق
سأبدأ مقالي اليوم بسؤال أظنه يدور في أذهاننا جميعًا رغم أننا لا نصرّح به: هل في وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيسبوك، خصوصية؟
يبدو السؤال للوهلة الأولى غريبًا، ولكنه في حقيقة الأمر سؤال من الطبيعي أن يُطرح، ولكن يجب أن يتبعه سؤال آخر: ما الخصوصية في وسيلة وُضعت أصلاً للتواصل الاجتماعي؟
الخصوصية هنا فيما لك من حق وحرية فيما تطرحه على الآخرين من خلال صفحتك الشخصية، ففي المجموعات عليك أن تحافظ على ما وضعته المجموعة من قوانين لما يُنشر بها، أما صفحتك الخاصة، فلك أن تنشر بها ما يرد على ذهنك من أفكار، ما دامت توافق وجهة نظرك وتعبّر عنك، مع الحفاظ بالطبع على الآداب العامة، وعلى كل من يزور صفحتك أن يقبل أفكارك ويدعمها، أو أن يرفضها وينقدها بحجة وبأدب واحترام، وبلا تجريح، أو أن يلغي صداقتك ويتجنب رؤية كل ما تعرضه من أفكار “ويا دار ما دخلك شر” كما يقولون.
ما أثار حديثي هذا أنني كتبت يومًا رأيًا على صفحتي الشخصية، وإذا بي أجد أحد الأشخاص يهاجمني بشدة وكأنني سببته أو أسأت إليه، فرددت عليه شارحًا ومبررًا رأيي، فما كان منه إلا أن زاد في خصومته وسوء رده، فقررت فورًا أن ألغي صداقته؛ لأنني لم أستشعر في ردوده الود، والحمد لله أن هذا الأمر متاح كي أريحه وأستريح.
وهناك أيضًا من يتصفح صفحتك ويأخذ ما يعجبه وينشره على صفحته الشخصية وكأنه نتاج فكره، دون أن يشير إلى أنه نقله، وهذا أرى أنه واللص السارق سواء، أحدهما يسرق مالك وأغراضك والآخر يسرق أفكارك واجتهاداتك.
الفيسبوك متنفَّس للجميع.. اقبل واقرأ وناقش، أو ارفض وألغِ الصداقة واحظر صاحب أو أصحاب الآراء التي لا تتفق معك ومع شخصيتك، وأرح رأسك وأرحه من نقدك، وافضح من سرقك وسرق أفكارك آراءك واجتهاداتك.
لا أقصد بحديثي بالطبع أصحاب الآراء السديدة التي تفيد وتضيف إلينا ونتعلم منها، فهؤلاء لا غنى عنهم، وعنهم وعن آرائهم وأبحاثهم نبحث، ولكني أقصد من ينصّبون أنفسهم قضاةً يحكمون على ما تنشر من وجهة نظرهم، ويحجرون عليك ويحددون لك ما يجب أن تنشره، وما يجب أن تتجنب نشره، وهيهات هيهات أن نستجيب.
التعليقات مغلقة.