القارب … قصة قصيرة بقلم/ محمد كسبه
على شاطئ البحر ، يعم الهدوء ، تتسارع الأفكار إلى ذهني ، الوضع هنا غير مستقر ، العمل لا يكفي احتياجاتي .
التساؤلات تتبادر تباعا و أرد على نفسي .
ماذا ستفعل ؟ هل فعلا تنوي الرحيل .
بالفعل أود الرحيل ؛ لكن كيف أرحل ؟
ليس أمامك سوى الهجرة ،
الهجرة و السفر مكلف جدا .
تصنعها بنفسك .
ماذا أصنع ، و كيف ؟
اصنع قاربا صغيرا .
لماذا ؟
لكي تسافر إلى الناحية الأخرى .
لكني لا أرى الناحية الأخرى من البحر ،
الناحية الأخرى خلف الموج هناك .
هيا ابدأ من الآن .
اتركني يا أنا فهذا التفكير جنوني .
أولا : أنا لا أعرف الجهة المقابلة ، هل أسافر إلى المجهول .
ثانياً : صناعة قارب ، تحتاج إلى تكاليف و إلى خبرة ، و انا كما تعلم يا أنا ليس لدي مالا و لا خبرة ، فأرجوك اصمت ، اسكت أيها الشيطان .
أنا لست شيطانا ، لابد أن ترحل ، لماذا تبقى هنا ؟ ما الفائدة ، لقد تجاوزت الثلاثين من عمرك و ما زلت تافها تعمل كالثور في الساقية و بالكاد تكفي متطلباتك الشخصية .
الكلام منطقي جدا ، لذا قررت أن أغادر ، أن أرحل ، فكل شيء هنا لا يستحق البقاء ، الأحلام تتبخر و الطموحات تتلاشى ، حتى الشغف انتهى .
هذه الهجرة على المركب ليست شرعية ، كيف أسافر إلى الناحية الأخرى من الحياة إلى ذلك البر المليء بالأهداف ، و أنا لست خبيرا في صنع السفن أو المراكب ، لكن ما باليد حيلة سأجرب سأصنع مركباً
و أضع فيه كل طموحي و أحلامي الجميلة ؛ لكنى اخشى الليل و ظلمة البحر ، و أقسى ما في الأمر الوحدة ، فلا يمكن لقاربي الصغير أن يتسع لشخصين ، ربما لا يسعني أيضا ، بحثت في كل مكان حولي جمعت بعض الأخشاب الصغيرة ، و بعد عناء طويل جلست على الصخرة وجدت ورقة صغيرة صنعت منها قارباً ، وضعت فيه أحلامي و تركته على الشاطئ ، بعد بضعة دقائق وجدته يبحر بعيداً .
التعليقات مغلقة.