“القاهرة” بقلم عبدالرحمن منصور
……………………..
هي تلك المدينة التي جمعت شوارعها ما بين مدينتين، قاهرة أوروبية تلمحها في رداء غربي مرقع بملامح شرقية جاء إهداءً من أصالة أبنائها،،تلمحها في قسمات وجه شيخ عجوز..في قسمات وجه صبية جعلوا شوارعها متدفقة باللهو والفرح…تلمحها في وجه مصرية جميلة غطت وجهها ببرقعها الأسود الساحر… أما الثانية فهي قاهرة منتصرة،في يوم من الأيام وضع أساسها عند مطلع الشمس، تلمحها في شرفة تخللها نسيم عليل ابتهج بالوصول إليها،تلمحها في هذا المصري الاصيل الذي خطت الحياة تعاليمها على وجهه..في مآذن مساجدها التي تعانق كنائسها في رحاب المحبة والود..بسهولة تشتّم رائحتها التي تشع أمارتها في كل مكان..تسمعها في نغمات منشد قرر أن يشدو بربابته انشودة ليحمل اليك انغام هذا البلد الاصيل..نغمات قد تسمعها في قرع طبول ينبئ بحفل زفاف سيخترق الشوارع وسط فرحة عارمة من المارة..حينئذ ترون لونا تصطبغ به القاهره..لون يمتزج فيه القديم بالحديث فينبع من هذا المزيج الجمال والرقة والعظمة بصورة تدعو للدهشة..حالما تترك الحي الأوروبي وتهجر واجهات المحال الغربية تبدو الجميلة الشرقية امامك ويأخذ سحرها يتسلط عليك شذاه فيؤكد لك أنها مدينة من ألف ليلة وليلة..
عبدالرحمن منصور
14/12/2020
التعليقات مغلقة.