موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

القصة القصيرة “ذاكرة تلّ الذّخيرة” و رؤيتان نقديتان بقلمَين سامقَين من مصر ا. احمد طنطاوي ا. سيد جعيتم

383

القصة القصيرة “ذاكرة تلّ الذّخيرة” و رؤيتان بقلمَين سامقَين من مصر
ا. احمد طنطاوي
ا. سيد جعيتم

رؤية الأديب أ. سيد جعيتم

هل قاتلت العدو يوما فعلمت أهمية الأرض وزادت دماؤك الطاهرة رمال وطنك طهراً؟
أَوَ تصبح الشهادة غالية وروحك تغادر جسدك لترافق أرواح الشهداء مع اخوانك؟

إنه لَشعور لا يمكن وصفه إلا لمن حارب، وقد صور لنا استاذنا أسامة الحواتمة هذا الشعور وجعلنا نحياه ونشارك فيه.

أبدا لم يكن الصهاينة أقل منا عدداً عامَ 1948 أو في كل الحروب التي خضناها ضدهم، هذه فرية كبيرة لقد كانوا أكثر عددا وعُدّة وتخطيطا من كل وحدات الجيوش العربية التي أرسلت لساحة القتال، حتي عندما نصرنا الله عليهم عامَ 1973 كانوا يفوقونا عدة وتسليح تساندهم اكبر جيوش العالم، وساحات القتال هي خير شاهد.

لنعد لتلة الذخيرة التي كانت موقعًا عسكريًا للجيش الاردني في الجزء الشمالي من القدس الشرقية، وشهد الموقع أشرس المعارك في حرب عام 1967، كانت القوة المدافعة عن الموقع تتألف من عدد101 جندي أردني، أسلحتهم خفيفة وذخيرتهم شحيحة ما لبثت أن نفذت، حاربوا قوة تفوقهم أضعاف مضاعفة في العدد، كانت قوة بحجم ثلاثة ألوية مكونة من 25000 جندي صهيوني مدججين بالسلاح الثقيل، تساندها الطائرات، مقابل سرية أردنية مؤلفة من 101 جندي أردني لم يستسلموا أو يهابوا الموت، تمسكوا بأرضهم، واستشهد منهم 97 جنديا.

ما أروع هذا النص المتفجر بالغضب والمفعم بإحساس من فقد أخيه في ساحة كان القتال فيها غير عادل.

الجندي ينتظر ساعة الصفر التي يحددها العدو المهاجم، الساعة في يده عقاربها تسير بطيئة دقاتها تختلط بدقات قلبه، متخذا وضع القتال في خندقه، يصر ألَّا تغفل عينه ولو دقيقة عن فتحة “شيز بندقيته” التي ضبطها علي سن نملة الدبانة( رأس الشُّعيرة) المثبته على رأس جندي صهيوني يرتعد خوفا، رغم أنه محصن بجدر من الحديد.
لن يتحرك الصهيوني إلا بعد أن تدك مدفعيتهم وطائراتهم المكان.

إذا هي ساعة الصفر، البندقية مشحونة ومعها خزينة واحدة احتياطية.
قطع الاتصال بالقيادةحمل قائد السرية الأردني وحده مسئولية اتخاذ القرار، أصدر أوامره بالضرب، السلاح لا يستجيب، يبدو أن صفقة الأسلحة الفاسدة عام 1948 الجيش المصري عادت تطل برأسها القبيح هنا في التلة.
أعد المحاولة واضرب. لقد اقترب العدو ثم شدد القصف والحصار، صار كل جندي يتصرف حسب الموقف، لكن الهدف للجميع واحد لنتمسك بأرضنا ولن نستسلم.

صوب من جديد، تتهاوي رؤوس الغدر ويتوالى سقوط شهدائنا.
امتد الحصار لليوم التالي، لا مدد، لا ماء ولا طعام والذخيرة كلها نفدت، وما زال القصف بالطائرات والمدفعية يدك المنطقة، يالهم من جبناء لن يتقدم جندهم لقلب الموقع إلا بعد قتل كل المدافعين عنه!

ظفر العدو بالأرض وأربعة مصابين.
ما زال جنود العدو يقفون مدججين بالسلاح على أسوارها القديمة تحميهم ستراتهم الواقية من الرصاص.

استلهم كاتبنا من ذكرى المعركة نصه المكثف مع تمكنه التام من أدواته، أعجبني جدًا سرده وتنقله بسلاسة بين الجمل التي صاغها ببراعة وكأن الزمن هنا مختلف عن كل الأزمنة فتوقف في التلة من عام 1967 وحتي الآن ليربط بين الماضي والحاضر. الخاتمة الرائعة (رُفَاتٌ وِسَادَتُهَا عَلَمٌ أُردُنِيٌّ بَينَ أَعلامٍ شَقِيقَة، وَسَاعَةُ يَدٍ مُتَوَقِّفَة).
تحياتي استاذ اسامة الحواتمة من المملكة الأردنية الهاشمية.

@

رؤية الأديب أ. أحمد الطنطاوي

ذاكرة التلّ
تَسَوَّرَهَا بِمعصَمِهِ مُنتَظِرًا سَاعَةَ الصِّفْر
بَعدَ أَربَعَةٍ وَخَمسِينَ عَامًا مِن المَعرَكَةِ
سَاعَةُ يَدٍ مُتَوَقِّفَة

تداخلات الزمن ، و وحدته في مستويين
للوعي
ساعة اليد المتوقفة دالة سيميائية تفجر
زمنًا ثالثًا يمحو الزمنين السابقين :
الماضي و الحاضر

” بَعدَ أَربَعَةٍ وَخَمسِينَ عَامًا ” !!
متى …؟؟
هل مرت السنوات فعلا ؟ أم هو توقع لما هو آت ؟؟

هذا زمن مقلوب على نفسه يُطل دومًا ليحدد
ثبات الرؤية بالغة الاتساع و البانورامية .

“سعيدٌ، مثل شموسِه محلّقـةً،
عبرَ خطّة السّماء الرائعة،
انطلقوا، أيّها الإخوة، في طريقكم،
سعداءَ مثل بطلٍ يرنو إلى نصر. من انعكاس الحقيقة الوهّاجة
تبتسم للباحث.
تقود المكابدَ
إلى هضبة الفضيلة الصّاعدة.
على جبال الإيمان المشمسة
يرى المرء راياتِـهـا ترفرف،
خلال صدْع توابيتها المتفجّرة،
يراها المرء واقفة في جوقة الملائكة “

( من نشيد الفرح \ للشاعر الألمانى شيلر )
…………………………………

القصة:

تَسَوَّرَهَا بِمعصَمِهِ مُنتَظِرًا سَاعَةَ الصِّفْر، مُتَقَرفِصٌ رَاقِدٌ مُتَخَندِقٌ ومن ثُقبِ المُوَجِّهِ ينظرُ إلى رَأسِ الشُّعَيرَةِ وبِمُوَازَاةِ قُبَّةِ صَخرَتِنَا هُنَاك… مُرتَجِفٌ جُندِيٌّ صَهيُونِيّ!
-فِي أَسفَلِ مُنتَصَفِ الهَدَف، الآن… تَسدِيد…

مَاذَا؟!

-الاتِّصَالُ مُعَطَّلٌ والإِمدَادُ مَقطُوعٌ والإِرتِجَالُ مَسمُوحٌ.

-إذن، تَصوِيبٌ من جديد…

-الحمدُ لله! رؤوسُ العَدُوِّ مُشتَعِلَة…
لَكِن،
مَاؤُنَا نُزُرٌ، خُبزُنَا يَبِسٌ، عَشرُ رَصَاصَاتٍ ذَخِيرَتُنَا لِكُلِّ جُندِيٍّ، أزيزُ قَذَائِفِ طَائِرَاتِهِم فَوقَنَا، مِنَ البَحرِ دَبَّابَاتُهُم أَرتَالٌ أَرتَالٌ حَولَ سَرِيَّتِنَا؛ عَلَى تَلَّةِ ذَخِيرَةِ الأَقصَى الغَيمُ مُلتَهِبٌ دُونَ أَعنَاقِ نِيرَانِهِم…

-يَا إِلَهِي! أَ نُورٌ وَحُورٌ وَأَنَا وَإِخوَتِي تَحتَ الأَنقَاض؟!

بَعدَ أَربَعَةٍ وَخَمسِينَ عَامًا مِن مَعرَكَةِ “تَلَّةِ الذَّخِيرَةِ” عَلَى أَسوَارِ القُدسِ، جَرَّافَةُ بَنِي صَهيُون عَلَى أَشفَارِهَا:
(رُفَاتٌ وِسَادَتُهَا عَلَمٌ أُردُنِيٌّ بَينَ أَعلامٍ شَقِيقَة، وَسَاعَةُ يَدٍ مُتَوَقِّفَة).

أسامة الحواتمة/الأردن

التعليقات مغلقة.