موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة التي أقيمت في المنتدى العربي للنقد المعاصر

808

القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة التي أقيمت في المنتدى العربي للنقد المعاصر

القصص الحاصلة على المراكز الثلاثة الأولى في مسابقة القصة القصيرة التي أقيمت
برعاية شرفية من الأستاذ شيخ النقاد العرب / أحمد طنطاوي
واشراف كامل ومتابعة من السادة والسيدات مسؤولي المنتدى العربي للنقد المعاصر

وإدارة المنتدى

المركز الأول : الأنبياء في بلادهم يُرجَمون …بقلم بسام الأشرم/ فلسطين


.
صارعتُ الموت .. كنت ألطُمه في وجهه على التوالي منذ غرِق بنا قاربنا غير الشرعيّ

حتى وصولي إلى شاطئ لا حياة تَدُبّ عليه ..

مشيتُ صَوب الشمس حتى غابت لا أدري إلى أين تأخذني قدماي ..

تشبثتُ بعامود إنارة على رصيفٍ لمدينةٍ تُلَوِّنُ ليلها أضواءٌ

كأقواس قزحٍ تذوب في ألوانٍ وردية تسافر بالإنسان لفضاءات الخيال ..

تأملتُ السعادة و الفرح على وجوه بعض المارّة و قد تحلقوا حول عازفٍ

راح يُداعِبُ آلته الوتريةَ جالساً على الرصيف

و قبعتُه فاتحةً فاها أمامه يُسقِطُ من شاء فيها قِطعاً نقدية

كانت أنغامه مع عذوبتها تأتيني مُشوَّشة بصرخات رفاقي و استغاثاتهم

و الموت يفتح فاه يبتلعهم في بحرٍ لا قاع له و لا عنوان ..

آهٍ كم أتوقُ لسيجارةٍ و فنجان قهوةٍ بِحَب الهيل ..

جُبتُ بعينَيّ مطاعمَ ومقاهيَ على جانبَيّ الشارع ..

كِدتُ أدخل أحدها متسولاً و قد اجتاحت أنفي روائح التوابل و الشواء ..

لمحتُ يافطة على الرصيف بحروفٍ عربية .. تقدمتُ نحوها و قد أنهكني المسير ..

قرأتها :

( منتدى أدباء و شعراء المهجر )

دخلتُ في وجلٍ .. اتكأتُ بكتفي على الحائط قُرب الباب ..

قاعة واسعة .. مقاعد على شكل دائرة كبيرة قد أشغلها أساتذة و أستاذات

و كلٌّ بين يديه مجموعة أوراق ..

تأملتهم طويلاً .. بدا لي أنني أعرف بعضهم ..

أصغيتُ بإعياءٍ لمداخلاتهم :

_ نحن بصدد قاص عربي مغمور صاحب أسلوب سردي مُتفرِّد

تصلُح نصوصه لمنافسة الأدب العالمي .

_ الإعجاز هو أنه لم يأتِ من بين أسوار الجامعات

و لم يقرأ الأدب العالمي أو حتى العربي ..

هو لا يعرف هوميروس أو هوجو أو هيمنغواي .. أو حتى شكسبير

و لم يقرأ كتاباً واحداً لمحفوظ أو الحكيم أو كنفاني ..

_ يا إلهي ..!

_ هو أديب لا يعرفه في بلده أحد .. و لولا مواقع التواصل لَما نشر و لَما عرفناه نحن .

_ لو لم يكن عربياً لقامت بلاده بالترجمة و النشر

لتتواجد مِن خلاله في كل المحافِل و تضع قدمها في مقدمة الأمَم ..

_ أذهلني نصه هذا المطبوع على صورته بين أيدينا .. أنصِتوا لأقرأ :

و ما أن انتهى من القراءة حتى علَّقوا جميعاً بلفظٍ واحدٍ :

_ الله ..!

انتبَهوا لتواجدي .. دهشةٌ أصابتهم ..

وقفوا وقوفاً يتأملون بذهولٍ صورة طُبِعَت على أوراقهم تارة

و تارة في ملامح وجهي الشاحِب يُحدقون .

المركز الثاني : مشهد خارج زاوية الرؤية …بقلم إيمان علي عبد الهادي/ مصر

( 1 )

كلما ارتكب خطأً صغيرًا وجّهت له اللوم، ثم تضمه إلى صدرها وهي تتحدث عن أشياء كثيرة لا يعي شيئًا منها، لكنه يبتسم ويمضي سريعًا قبل أن ترصده عينا والده المشتعلتان، ذات مرة ضبطه وهو يرسمه بعينين كبيرتين، يخرج منهما الكثير من الشرر، سأله بنبرة حادة: ما هذا ؟ فقفز قلبه هربًا بينما تلعثمت الحروف على ثغره فأغمض عينيه ضغط عليهما بشدة، و…أنقذه صوتها ككل مرة، أغلق باب الغرفة، لاذ بجدرانها، وأخذ يبحث عن قلبه ليعيده إلى مكانه قبل أن يمارس طقوس سعادته بعيدًا عن العيون.

( 2 )

احتدّ الحوار بينهما، بدأت جحافل صوتهما تطرق أبواب غرفتها، ظهر الضيق على ملامح وجهها الصغيرقبل أن يحتل صدرها، أغلقت دفترها وهي تنظر إلى صورة توأمها المزينة بشريطٍ أسود وتهمس لها: ” لقد نجوتِ “.
ألقت بجسدها النحيل على الأريكة، ثم وضعت سماعات الأذن وغرقت في صخب الموسيقا .

( 3 )

كانت يده ميراثه، صوته المعبّر عن غضبه أو استيائه، وكان جسدها هو الصخرة التي يمارس عليها كل فنونه، لم يلحظ أبدًا تلك العين الصغيرة وهي تنزلق بهدوء من ثقب الباب الموصد، تتابع المشهد تحفره في الذاكرة، بينما القلب المرتجف يلوذ بالباب، يلتصقُ به إلى أن يخفت الزئير ويبدأ صوت ألمها الواهن في التنفس، حينها ينزوي في ركنه المعتاد، يضم ركبتيه إلى صدره ويدفن رأسه في تلك البحيرة المالحة.

( 4 )

” تحَمّلي قليلًا يا ابنتي فالحياة تحتاج إلى الجَلَد “
أغلقت سماعة الهاتف وأخذت تتمتم في سخط : ” تحَمّلي، تحَمّلي، تحَمّلي … ” قاطعتها صرخات طفلها الرضيع، فأسرعت إليه وهي تلعن الغربة في سرها، لم تنس أن تلقي نظرة على إخوته، وتراجع في ذهنها كل ما عليها فعله اليوم.
يوم آخر، عيناها مثقلتان، الرؤية ضبابية، ” تحَمّلي ” تهمس لنفسها قبل أن تركن الزمن جانبًا، لم تعد تنظر إلى الساعة أو تنزع أوراق النتيجة المعلقة على الحائط، كان همها الوحيد أن تحبس صوت صرختها في صدرها، وربما تسرق بضع دمعات لتخفف وطأة الصهد الذي يغتالها، استسلمت لتلك الدوامة التي تعتصرها جزءًا جزءًا، وتنفث ذلك الحريق عبر شرايينها فيزحف إلى كل خلية من خلايا عقلها يبتلعها في هدوء يصحبه ذات الطنين؛ ” ت ح م ل ي ” استطالت الحروف حبالًا تلتف حولها تكاد تخنقها، تشهق ، أرادت أن تتنفس، أسرعت إلى النافذة، فتحتها وانطلقت تحلّق بجناحيها بعيدًا .

المركز الثالث : صديقي السيد سين بقلم سماح رشاد من مصر

أراك عبر نافذتك بالمطبخ، هل تطبخ الكلمات حضرة الكاتب؟، عندما تذوقت روايتك الأخيرة كانت لاذعة، لماذا تعري كاتبي التاريخ؟، أزعجت ذاكرتي الممتلئة بأكاذيبهم، لكن لا بأس فبعض التغيير لا يضر بالرأس.

أعرف أنك تتبع أخباري المبتورة عبر وسائل التواصل، وترى كم تعلقت بأمر الكتابة، وأيضا الرسائل.. الكتابة واقعية يا صديق تشتهي المادة، تحب الورق الجيد والسطور الواسعة الأنيقة المهندمة، تترفع عن الأقلام الجافة، ترتدي الأرستقراطية، لكن الرسائل تهوى ضوء صباح يتخلل النوافذ والستائر، المرايا، الشراشف، الوجوه، الأوراق، والليل وضوء الشموع ونبيذ الدموع والبسمات المسروقة، هنا تنقلب لكلاسيكية العصور الوسطى..فتاة بخصرٍ ضيق، تنورة منتفخة، كرسي يحمل أناقة نحافتها برحابة، مكتب صغير يحوي أسرارها وخطوات قلمها الأبنوس، تحاول التخفي في ظرف أصفر مغلق بشمع أزرق عليه ختم باسم رجل يرسل لمجلة أو جريدة، لا تعرف عنه إلا اسمه، وتلك حكاية أخرى للرسائل.

عذرا صديقي أخذني التدفق ولم اسأل عنك، لكني بالعادة لا أسأل كهروب من النمطية، أجدها ثرثرة لا داع لها، ما رأيك أتتفق معي؟ وجدتك في رسالتك الأخيرة تحكي عن فتاة ترتدي فستانًا بلا خياطة، ومن وقتها أفكر كيف أنتعل بعض أفكار الأخرين المعطوبة دون أن تؤلم أصبع قدمي الصغير وظهري صاحب الانزلاق في فقرتين متتاليتين، لكن كعب أفكارهم مؤلمٌ جدًا، لذا غيرت رأيي وسأمشي بدون حذاء، ربما ستلسعني حرارة بعض أفكاري، لكن لا بأس ربما بخطواتي أعبد لها الطريق، وأنحي كل عثرة وحصاة.

ربما علي أن أبدأ كتابة الرسالة من هنا، ونتغاضى عن الجنون أعلاه..
كيف حالك؟
هل ما زلت تزرع الفجل والنعناع؟ وتمشي إلى المحال بنصف ملابسك حافي القدمين؟
أيها المجنون أفتقد لرسائلك اللعينة!
لنترك العاطفة فلدي اقتراح سيعجبك.. أتدري ما هو؟ سأخبرك لا تتعجل مع أني أعرف تمامًا عدم توفر الفضول لديك، لكني أشجع نفسي فقد كتبت الرسالة لأثرثر، اقترح أن تصنع فطيرة الدراق بالشيكولاتة للسيدة كليمونتين، ربما تتوطد علاقتكما، أراها قد تذبذبت مؤخرا، أعتقد ستعجبك الفكرة.

كنت أود أن أكتب رسالة أطول تمتد لصفحات، لكن دائمًا ما تخونني إرادتي وتولي لي ظهرها، تعاملني بطريقة غريبة على قيد تصرفها منصاعة، أحس أني قربان لشيء لا أعلمه، هل علي البحث عنه أم أخاف فقط وأصمت؟
المهم صديقي لم أجد صندوق رسائلك بالحديقة، هل سرق أم مللت ثرثرتي؟ احترت ماذا أفعل ولأني أكتب الرسائل طازجة، جريت منحنية حتى لا تراني، أسندت ظهري لشجرة اللوز خاصتك، وكتبت هذه التي بين يديك الآن، زججت بها أسفل بابك، حركت الجرس النحاسي الصغير وركضت حابسة أنفاسي بعيدا، تخيلتك تنظر يمينا ويسارا وأخيرا نظرت لأسفل وأنت تهم بالدخول حانقا، التقطتها وابتسمت، نعم رأيتك تبتسم، نعم نعم رأيتك بخيالي، وها أنا الآن مندهشة وأحلق لذا صديقي..طاب عصرك وشمسه وسلام.

ملحوظة : جازفت بالذهاب إلى بيتك وكتابة رسالة بحديقتك، وأيضا جازفت بأن تراني وقتها؛ قد نقتل الدهشة ونتوقف عن هذا الجنون، لذا أرجو تقديرا لتلك المجازفة أن تشذّب حشائشك؛ فلدي حساسية جلدية شديدة الآن، وتلك الحكة اللعينة لا تكف عن عناقي.

التعليقات مغلقة.