القصيدة النثرية…
نادى جاد
القصيدة النثرية
القصيدة النثرية ليست شماعة يعلق عليها رث الكلام. القصيدة النثرية ليست مقامة حريرية ولا مقالا مسجوعا ، إنما هي قصيدة تخلت عن الوزن meter ولم تتخل عن الايقاع rhythm هذا الايقاع يتحقق عن طريق التجانس الموسيقي بين الألفاظ وحسن التقسيم والبعد عن اللفظ المعاظل والثقيل على الأسماع وهناك نوع من القصيدة النثرية يقترب من الشعر الحر ويلجأ فيه الشاعر إلى النهايات المتقافية. دون اللجوء إلى المحسنات البديعية ornamental devices متعمدا
القصيدة النثرية لا تتخلى عن اللغة المكثفة والإحاطة بالإشارة وهذا تعبير ل بينيت في حديثه عن لغة القصيدة النثرية ويعني ببساطة شديدة أن الشاعر يلمح ولا يصرح ويستخرج بتلميحاته كل ما يريده من القارىء. أما عن التصوير ، فحدث ولا حرج فإن اجمل الصور حملتها سطور القصائد النثرية حيث أن غيبة العمل تحت ضغط الوزن يعطي للشاعر الأريحية الكافية لصياغة صور قد لا يقدر عليها الشعر التقليدي، أقول قد . وقد لجأ كثير من أشهر الشعراء إلى قصيدة النثر ليس عن ضعف ولا عن جهل بالعروض ولكن لأنهم وجدوا فيها الشكل المناسب لفكرة ما ..هكذا فعل بو وهكذا فعل الشاعر الرجيم تشارلز بودلير وكتب ديوانا كاملا بقصيدة النثر عنوانه سأم باريس. أما في العربية كتب الكثيرون قصيدة النثر ولكن يظل على قمة الهرم الشاعر اللبناني الكبير جوزيف حرب وله سبعة دواوين كل ديوان لا يقل عن خمسمائة صفحة..تقرا لحرب فكانك تقرأ الشعر لأول مرة صور ما خطرت بعقل شاعر وتعابير ما خطها قلم قبله ولا بعده ،وليس هذا رأيي ولكنه رأي فاروق شوشة بعدما القى حرب بعض أشعاره في إحدى دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب
خلاصة القول ان الشعر الحر ثورة في الوزن والقافية، ولكن قصيدة النثر ثورة على الوزن والقافية ولكن تظل قائمة على اصول لا يقدرها الا شاعر ، ونحن نظلمها كثيرا حين نرص الكلام رصا ونقول بملء الفم : هذه قصيدة نثرية ويساعد الإعلام للاسف الشديد على ترويج هذا الغث من القول تحت شعار حرية الإبداع
التعليقات مغلقة.