القصيدة وطنيات … أنا يمنٌ
الكاتب _ توفيق حميد البكري
المندوب _ استاذة بسمه عيسى
تَجَلْمدَ في فؤادي الحزنُ
يَنشرُ جَيشهُ العاتِي
فأرَّقَ نشوتي الماضي
وروَّعَ مقلتي الآتي
أتَاَني الحزنُ من صغري
يبعثرُ كل أشتاتي
يمزِّقُ كل مفرحةٍ
أتتني قبل ان تأتِي
ويجلبُ كل فاجعةٍ
لتُشعل بين مأساتي
لظى نيران احزاني
تأجّج بين آهاتي
ويسرق نوم أجفاني
صدى قطرات دمعاتي
ظلام الليل يُرعبني
وتذوي فيه شمعاتي
أضَعْت هِواَيَتي العظمى
وأحلامي وغاياتي
اموت انا فتبعثني
كؤوسٌ من مراراتي
فأحمل فوق ٲكتافي
الى قبري منيــاتي
سَئِمت العيش والأحزان
ساكنـة جزيئــــاتي
ٲما دارٌ لها بنيت
سوى جسدي وطياتي!؟
ٲما للحزن عاطفة
تَرِقُ لبعض أنّاتي!؟
متى ستغادر الأوجاع
وأشفى من جراحاتي؟
ٲنا يمنٌ ولي إسم
سعيدٌ من بداياتي
ٲنا امٌ لوضـــّــــاحٍ
وفخرٌ للشقيقــــاتِ
فبلقيس ابنتي الكبرى
وٲروى من سُلالاتي
ٲنا سيف ابن ذي يزنٍ
ٲنا ٲصل الحضاراتِ
ٲنا السَباّق اسلاماً
بتصديق الرسالاتِ
ٲنا الايمان يشهد لي
به خيــــر البــرياّتِ
كذاك بحكمتي أسمو
وأرقَى في حساباتي
وذُو حلمٍ ومعرفةٍ
وآدابٍ كثيراتِ
بطُهْرٍي وعِفَّتِي أسْمُو
بأخلاقي الفضيلاتِ
ومشهور بأعرافي
وأسلافي الحميداتِ
أعيش حياتي محتشماً
بأوصــافي الجميلاتِ
كتاب الله دستوري
ومن خير الدياناتِ
رسُولي أحمد الهادي
به تجلى مريباتي
منابعي كلها نورٌ
على نورٍ غزيراتِ
سَلْ التاريخ عن مجدي
وعن كلّ البطولاتِ
ٲنا قحطان في نسبي
ٲنا عدنان في ذاتي
ٲنا العربية الفصحى
ٲنا بحر البلاغاتِ
وليْ في مصر أحفاد
وفي كل الدويلاتِ
ٲنا الانسانية الاولى
وفي التورات جنّاتي
وفي الانجيل مذكور
وفي القرآن آياتِ
أنا من شاهد الأعمى
فنوني في العماراتِ
ويسمع من به صمم
الى شورى قراراتي
ويتلو من به خرس
بصوتِ الحق أبياتي
ومن تقسو مشاعره
تخشّع من تلاواتي
انا أيوب في لحني
فضوليٌّ عباراتِي
انا بردوني في شعري
ومحضارٌ قريحاتي
أنا الايقاع في لحجِ
وبين تريم داناتي
انا الفلاح في ارضي
تعـزيٌ صناعـــاتِي
زبيدُ العِلْم هندستي
وتاريخ الدراساتِ
وفي صرواح منقوش
لبعض من حكاياتي
وفي اكنافي آثارٌ
قديمات دلالاتي
أنا صنعا.. ٲنا عدنٌ
وفي تعزٍ مناراتِي
أنا عِلمٌ ٲنا عَملٌ
وفي شَتَىَ المجالاتِ
وليْ مجد وليْ شرف
تصدّر في الرواياتِ
انا في دوعن عسل
وقطن في تهاماتِ
أنابنٌ أنا عِنَبٌ
أنا أزكى الزكيــــاتِ
طوال العام مخضرَّاً
ومثمـرة زراعــاتي
أنا سهل أنا جبل
أنا بحر بخيراتي
أنا الشطآن تحضنني
من كل اتجاهاتِ
أنا ذهب أنا الألماس
أنا شتّى الثميناتِ
وليْ بين الحشا نفطٌ
وفي بلحاف غازاتي
أنا في داخلي عزٌ
بأحلامٍ مجيداتِ
أنا الشعب اُلِذي يقوى
على كل الٍشديداتِ
وذو تقوى وذو عزمٍ
حريص في عباداتي
ٲنا الأنصار أبنائي
أُصولً في الشجاعاتِ
مُحالٌ يختفي ضوئي
أنا شمس إضاءاتِي
فماذا ما الذي يجري
على ذرّات ذراتي؟
فهل ابنائي قد ثملوا
بأحقادٍ دفيناتِ؟
وهل وقعوا بلا وعي
بأدغال الضغيناتِ؟
أما يكفيني من حزنٍ
أما تكفي النزاعات؟
متى أبنائي يتحدوا
ويعتزلوا الصراعاتِ؟
متى ابنائي يتفقوا
على حل الخلافاتِ؟
ويغدو كل أبنائي
يــــــدآ بيــدٍ قوياتِ
وتعلو رايتي الأعلى
تسابقـهــــا مهاراتي
وتغدو واحتي خضراء
تغمرهـــا مسرّاتي؟
توفيق حميد البكري م24/11/2019
نقلاً عن _ رابطة الكتاب العرب على الفيس بوك
التعليقات مغلقة.