القطار …د. ريهان القمري
*يقول العجوز:
ألا تسمعون الصفير؟
فهذا ًالقطار يعانقُ قطبَ الجنوب ْ
يُراودُ ثلجا ونيساً لأرضٍ
سنين عجاف
فيُصهرُ فوراً شرابا يكوبْ
إلى أن يذوبْ
*يقول صديقٌ له:
هل رأيتم دموعَ الحقول ؟
يكادُ الضبابُ يبارزُ أشجارها بانتقامٍ
فيعلو الشحوبْ
يُذَبِّحُ حَبَّاً
يُقَطِّعُ جذراً
بوقت الغروبْ
*بذاك القطار المجاور صاح غَضوب ْ
كفاكم هراء
ألا تسمعون ؟
ألا تشهدون ؟
فإن الدماء علتْ مفرقَ الدّربِ
تغزو الخضوبْ
فهل تُجهضون الكلام بمهدِ الحروب ؟
وهل تسعفون الحدود ؟
وهل تنسفون العدو بجيش دؤوبْ ؟
*لينشدَ قيسٌ :
هناك
بخلف الضباب
أُقابلُ ليلى
أتاني هواها نسيما لدربي
عليلا طيوب ْ
ويهفو لقلبي رنين شجاها
فليلى طروب ْ
أعيش لها مستحيلا لأجني
غدا مستضاءا
ضحى في ائتناسٍ
فيبقى مذاق الليالي بحزني
كشهدٍ عذوب ْ
فليلى :بلادٌ
بقلبي تخوضُ
بنبضي تذوب ْ
رحيلي إلى غيرها من بلادٍ تلال ُذنوبْ
سآتي لها أرتضي لجبيني
سجودَ وجوبْ
جبيني على تبرها يحتويني
يذيبُ الذنوب ْ
فتلك فتاتي
وتلك ملاكي
وتلك بكل النساء تكون
إليها أتوب
إليها أنوب
ماارقاه من مغزى إنساني من إنسانة راقية كست معانيها السامية بابلغ لفظ وابهى بيان.
سلمت وسلمت يداك اخيتي الخلوق.