الكاتب الثعبان مقال بقلم : محمد كسبه
الكتابة إسلوب حياة و بها ترتقي الأمم ، و تخطو بثبات نحو التقدم و الرقي ، فقط إذا كانت تدعم الإيجابيات في المجتمع ، و تنشر سير العظماء في كل المجالات و تحث الأطفال و الشباب على التمسك بالقيم و الأخلاق الحميدة و تحفزهم على تنمية مهاراتهم المختلفة و تضع أمامهم الطرق الصحيحة للوصول إلى مستقبل أفضل .
أما إذا كانت الكتابة أو النصوص المكتوبة تحوي أفكارا سيئة أو سلبية ، فتلك الطامة الكبرى ، التي تعتبر بمثابة خطر موجة يداهم ركائز المجتمع و يهدم أساساته و بنيته التحتية من القيم و الأخلاق ، الكلمة المكتوبة إما أن تكون بردا و سلاما على المتلقي أو نارا و جحيما عليه ، إذا انحاز و اعتنق أفكارا بديلة هدامة .
الكاتب الثعبان هو الكاتب الذي يغير جلده و يثور على الدين و القيم و الأخلاق ليفسد حضارة أمة ، هذا الكاتب يبخ سمومه في كل ماهو جيد و بناء في المجتمع ، و ذلك بمختلف الطرق الملتوية كالثعبان ، فهو لا يعرف الطريق المستقيم أبدا ، بل يتلاشاه و ينأى بعيدا عنه .
هذا النوع من الكتاب يظهر بين الحين و الآخر ، يتلاعب بالألفاظ و يتلاعب بالعقول و لديه الكثير من الحيل كالحية التي تثير الاشمئزاز لدينا ، لكن البعض من ضعاف النفوس و ضعاف الفكر يفتنون بها و تعجبهم كثرة الإنحناءات في طبيعتها و في تكوينها ؛ لكن هذا الكاتب الثعبان يهرب سريعا إلى جحره إذا وجد من يحاربه بالفكر و المنطق و الحجج و الأدلة و البراهين و ذلك لأن منطقة زائف و حجته واهية و أدلته ضعيفة ، فحين يشتد الخناق عليه يهرب ليعاود الظهور مرة أخري ، و إذا لم يجد من يصده و يردعه فإنه يدعو أقرانه و معاونيه .
هناك من هؤلاء الكتاب الثعابين الكثير ، الذين يتخطون حاجز الكتابة إلي الظهور في وسائل الإعلام بطريقة منتظمة ، فهم مدعومين من الخارج بدعم مادي مباشر بهدف الفتك بالأمة و تحقيق الفوضى الإجتماعية و أكبر دليل على كلامي هذا هو ظهور مصطلح الفوضى الخلاقة تماشيا مع ثورات الربيع العربي كما أطلقوا عليها و هي لم تكن ربيعا ولا خريفا ، لأن الخريف موسم النضج و الحكمة ، بل كانت وبالا على الدول العربية نتيجة كثرة هؤلاء المنافقين من الكتاب و الإعلامين المتلونين الثعابين .
التعليقات مغلقة.