الكذب آفة اجتماعية بقلم حاتم السيد مصيلحي
الكذب خصلة تأباها الفطر السليمة، والنفوس الشريفة، و المجتمعات الراقية ذات الطابع المحافظ؛ لما له من مخاطر اجتماعية وأخلاقية وأدبية، وأشد أنواع الكذب خطورة، الذي ينطوي على المحسنات اللفظية، والملفقات الوضعية، والشواهد المنتحلة، فتنطلي على الناس وتأخذ منحى التصديق، وتثبت وتستقر في الأذهان بالتقادم، فيصعب بعد ذلك اقتلاعها أو نقدها، ويتحول الأمر إلى صراع بين قوتين، قوة الكذب الملفق الذي ثبت بالتقادم، والصدق المكَّذب، الذي يمحو جزءًا من الذاكرة التي ران عليها الزيف، فطمس الحق.
ويظل المنافحون عنه يبذلون ماء وجوههم ودماءهم حفاظا عليه، دون حجة دامغة، أو براهين ثابتة وجميع وسائل التواصل الحديثة تشجع عليه عيانا بيانا، وتتناقله الأيدي والأعين، دون أن تعيرها أذن واعية، أو عقول ناعية، الأمر الذي يقضي بتداعي البنيان الاجتماعي وهدمه بالكلية. وقد نهانا الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن الكذب، ونفى عن المؤمن هذه الخصلة، بقوله :(…. وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ومازال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ).
لذا عد الكذب منقصة سلوكية، وكبيرة دينية، ومعضلة اجتماعية.
التعليقات مغلقة.