موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” الكرة الأرضية “محمود حمدون

168

” الكرة الأرضية “

محمود حمدون

====

ظل ” ياسر ” منذ أن عرفته من خمسة وعشرين سنة , باسمًا ضاحكًا , حتى صار مضرب المثل في التفاؤل , فكانت ضحكته حديث الناس , ما إن تطل على وجهه حتى تسري عدواها في الجو , فترتخي عضلات الوجوه القابضة على اليأس والتجهم , يبتسمون على استحياء, ثم ترتفع القهقهات رويدًا .

“كان ” ياسر” يلقي ” النكات ” على نفسه أولًا حتى يطمئن فؤاده لصلاحية الطُرفة فإن ضحك عليها أو منها وهو يفعل ذلك دائمًا , فقلّما ينطق بطرفة سمجة .. فإنه يطرحها بعد ذلك على أسماعنا, منّا من يستغرب المزحة وهؤلاء هم المتجهمون الذين يحملون على عواتقهم الكرة الأرضية ,يصعدون بها نهارهم لقمة شاهقة يروجون بلوغها , لكنها تتدحرج بهم للدرك الأسفل قرب مغيب الشمس ليظلوا في متاهة أبدية يحدوهم أمل الوصول ويلفّهم شبح السقوط المريع .

آخرون وهم قلّة يستملحون الكلمة الساخرة , يهيمون وراءها , إن سمعوا بطرفة من ” ياسر ” إلاّ وتنقلب حياتهم رأسًا على عقب , فينطلقون في رقص ومرح لا يعبأون بشرع أو قانون , لا يزدجرون من سلطة ورادعهم الوحيد أن ينقطع المدد يومًا وتغيب الضحكة عن عيونهم .

بالأمس قابلته بطريقي , وقد تشابهت وجوه الخلق والشوارع والبنايات القديمة بها , إلاّ وجه” ياسر”, كان ينحدر بإتجاهي ثابت الملامح, التقي وجيهنا , هنا تذكّرته واقتربت منه محيّيًا: مرحبًا بالضاحك أبدًا.! غير أن بقيّة كلمتي وقفت بحلقي ,أصابتني بغصة شديدة ,فقد رأيته على غير عادته يغتصب بسمة على وجهه جبرًا .

سألته : أمريض أنت ؟, لم أعتد أن أراك بهذا السوء!!..تجاورنا في سيرنا قليلًا , أسند كتفه على كتفي , كان صوته يخرج بصعوبة غير أنّي سمعته يهمس : أجدبت القريحة وانقطع حبل الكلام , ثم أنهى حديثه القصير بثلاثة كلمات : تغيّر كل شيئ.

التعليقات مغلقة.