الكلُّ قد ذهبوا… بقلم غادة عمر ميرو
الكلُّ قد ذهبوا
أرضٌ تـمـورُ مـع الأحزانِ تصطحبُ
قـد ضيّعتنـا مـدى الأيـّام تضطربُ
هاجتْ ضلوعي تريدُ الهجرَ من زمنٍ
فـاستوقفتها تـلالُ القلـبِ تنتحبُ
قالتْ : تصبَّرْ فجمرُ الصمتِ مشتعلٌ
قـد نستضيءُ و مـن نجواهُ نحتطبُ
قلتُ : الـزمانُ بكـاسِ الـمرِّ مُعتَصَرٌ
قد فاض قهراً و منهُ الكلُّ قد شربوا
جـفَّتْ دموعي و قـلبي خانهُ أملٌ
إنـّي الشقـيُّ إلـى الآلامِ أغـتـربُ
كـيفَ المسيرُ و لا ساقٌ و لا قـدمٌ
طـالَ الرهانُ و قلبي طـالَهُ العطبُ
ما زلتَ شمساً تضيءُ القلبَ يا وطناً
بـاتتْ شموسـُكَ لـلأغرابِ تنسحبُ
إنّي و دنّي و ما نهواه يا وطني
إنّا إليك و ربّ العرش ننتسبُ
حلْماً تهادى أطاعَ القلبَ و اشتعلتْ
كلُّ الأمـاني ، منَ الأحلامِ كـم تَهبُ
كنّا مواتاً و لا نلوي على أملٍ
لما هطلتَ فجاد الحبّ و الهربُ
حـتّى تسـاقـطَ ذاكَ الـحـلـمُ أغنيةً
و النفسُ ردَّتْ: صباحُ الخيرِ يا عربُ
يـا جـمرةً في حـنايا الـقلب محرقةً
الأمـنياتُ مـضتْ و الـكلُّ قـد ذهبوا
٢٠١٨
غادة عمر ميرو
التعليقات مغلقة.