الكيمياوي .بقلم.محمد عبد الرحمن كفرجومي
( 1 )
-قال ذاك الوغدُ يهذي
بكلامٍ للضميرِ الحرِّ يؤذي :
قد صبرنا وانتظرنا؛
بعد ذاك الصبرِ ها نحنُ انتصرنا..
لم نعد نحنُ إلى الدنيا، أجل.. بلْ
عادتِ الدنيا إلينا..
-كم قتلنا وذبحنا وسبينا
كم قصفنا وهدمْنا
(أحَدٌ لم يعترض يومًا علينا)
( 2 )
وانتصرنا رغم ما قمنا بِهِ من
ذلك التدمير والتفجير والتهجير.. طبعًا
قد تمادينا كثيرًا دون خوفٍ
وكسرنا لعدانا كلّ سيفِ..
وجعلناهم جميعًا مثلَ عصفِ..
كم كذبنا وافترينا ..
ولفَفْنا وغدَرنا وادّعينا..
(أحدٌ لم يعترض يومًا علينا)..
( 3 )
كم سفكنا من دماءٍ !!
كم هدمنا من بناءٍ !!
وأحلنا الأرض نارا
ويبابًا وقِفارًا ودَمارا..
وملأْنا أنفسَ الأطفالِ بؤسًا وانكسارا..
وهتكنا كلّ عِرضٍ ..
وقتلنا كلّ من كانوا على عِرضٍ غَيارى..
أرأيتم كيفَ حُزنا الانتصارا..
وصحيحٌ أن سوريَّا غدت أرضًا بلا دورٍ وشعبِ،
أصبحت محتلّة من كل صوبٍ ..
دُوَلٌ جاءت إليها ..
قَسَّمتها … قطًّعتها .. أكلتها..
روسِيا .. إيرانُ .. تركيَّا .. وأمريكا .. ولكن :
رغم هذا لم يزل كرسي الرئيسِ
لي أنا وحدي وإن كلُّ البرايا وصفتني بالخسيسِ..
وعليهِ ليس غيري مستطيعًا لِلْجُلوسِ..
وَيْلَ من يأتي إليهِ .. ويلَ من يُومي إليهِ..
يا لِهذا من تعيسِ..
مُجرٍمٌ كم قيلَ عنّي.. وظلومُ!!
قاتلٌ كم قيلَ عنّي .. وغشومُ !!
فليقولوا وليقولوا
ولْيَلُوموا ولْيَلٌوموا..
كله قولٌ بقولٍ لايًهُمُّ
إنما يبقى المهمّ :
كلُّ شيءٍ في يدينا..
(أحدٌ لم يعترض يومًا علينا)..
( 4 )
وصفوني كلُّهم بالكيمياوي
نعتوني ذيلَ كلبٍ حيوانًا تابعًا للخامِناوي
شجبوا إجرامنا بالقول شجبا
وبأني قاتلٌ أفنيتُ شعبا ..
كله قول على قولٍ سيبقى
ليس للأفعالِ يرقى..
إنه لو كان جدًّا
لشنقتُ اليوم شنقا..
ها أنا أمشي بفخرٍ وغرورٍ
وكرامُ الناس بالإذلال تشقى..
وبهذي الحالِ إنا قد مضينا
دون رُجعى وسعينا ..
وعلى كلِّ النشامى والغيارى
والصناديدِ قضينا..
رغم هذا..
( أحدٌ لم يعترض يومًا علينا)..
( 5 )
و أخيرًا..
كم قتلنا واغتصبنا وسبينا..
وهدمنا وعلى الناس اعتدينا ..
وعلى الله تجرأنا؛ كذبنا وافترينا..
رغمَ هذا.. رغمَ هذا..
(أحدٌ لم يعترضْ يومًا علينا)..
وأخيرًا..
نحنُ فزنا وظفرنا وانتصرنا..
فانطحوا بالصًّخرِ رأسا
وأقيموا مأتمًا أو فاحفروا للعدلِ رمسا
سأقيمُ اليومَ عُرسا..
فوقَ آلافٍ وآلافِ الْجَماجمْ
فانصُبوا ما أردتُمْ مِنْ مآتمْ..
ولْتقولوا ماتقولونَ بأني جِدُّ قاتلْ ..
ماثناني أيُّ حَيٍّ عنْ فٍعالي..
لِفعالي سأواصلْ..
وأواصِلْ …
رغمَ نوحٍ للثكالى واليتامى والأرامِلْ..
رغم هذا..
رغمَ إجرامٍ لدينا..
( أحدٌ لم يعترضْ يَوْمًا علَينا)..
……………………………………………….
الشاعرمحمد عبدالرحمن كفرجومي
*الرجاء من الذين يودون النسخ واللصق ألا يمسحوا اسم الشاعر. وليكونوا أمناء صادقين في النقل دون استيلاء على أفكار الآخرين.
السبت ١٤٤٤/١٠/٣٠هج. ٢٠٢٣/٥/٢٠ م.
التعليقات مغلقة.