اللص والدجاجات بقلم سنية أبو النصر
كنت احتاج مصروفا اكبر من الذي يعطيه لي أبي… اري زملائي يشترون أشياءكثيرة تشتهي لها الأنفس
ونقودي لا تشتري غير قليل القليل مما يتمتعون…
ذهبت الي أبي غاضبا… وقلت له هذا المصروف لا يكفيني ياأبي اريد المزيد
يقول لي وهو طريح الفراش
يا ولدي لا استطيع … فليس لدي نقود الآن
لماذا لا تستطيع الست كاكل الآباء يكون لديك مالا وفير
يقول لي بوهن شديد… يرزق الله من يشاء ياولدي …
فذهبت الي امي غاضبا … هذا المصروف ياأمي لا يكفيني اريد المزيد… تقول لي بصرامة
ولماذا تريد الكثير من المصروف… اعطيك مايكفيك من البيت
لا اريد ياامي طعام البيت… اريد ان اشتري السندوتشات من عمي عزت وبعض البطاطس المقرمشه من البقال… لقد سئمت أكل البيت… اريد نقود
لا تنظر الي غيرك يامحمد واحمد الله علي ذلك القليل الذي تبغضه…
وما ذنبي انا في ذلك… اريد المزيد ياأمي
اخفض صوتك والدك مريض
اين هو هذا المكان لتبلغوه ان يجود علي بالكثير من المصروف… اففف
احمد الله يامحمد وارضى بما قسمه الله لك…
لن ارضى…
ونمت غاضبا افكر كيف يكون معي مصروفا اكبر
ذهبت الي حظيرة امي في الصباح… كانت لديها بعض الدجاجات تجلب لنا البيض الوفير…
اخذت كل البيض في حقيبة المدرسة… وذهبت الي الخاله نرجس بائعة البيض و الجبن واعطيتها اياه… وفرحت انا بالنقود… وذهبت الي المدرسة مسرعا لأشتري مثلهم كل مااتمناه…فاقترب مني صديقي سمير … يشاركني الطعام…
وقصيت له ماقد صار…فشجعني ان افعل ذلك مرات اخري لنلهو ونلعب…
وكررت تلك الفكرة كثيراً ولم يرني احد ولم تشعر بي أمي…
وفي ليله.. سمعت امي وهي تشكو لاحدى جيرانها…
لم تعود تبيض تلك الدجاجات العقيمة… سوف ابيعها بالسوق… حتي اتي بغيرها من البرابر…
فذهبت وابلغت سمير صديقي بالخبر… امي سوف تبيع الدجاجات ولن يكون هناك بيض بعض الآن ماذا نفعل
فاقتحمت الفكرة في رأس صديقي … وقال لي… لماذا لم نذهب نحن للسوق ونبيعها .. ويكون معنا مالا اكبر…
ولكن لو رأتني أمي ربما القت بي من النافذة … فتلك الدجاجات عندها مثل اولادها بالبيت…
فقال لي… هي لم ترك وانت تأخذ البيض… ولن تراك وانت تأخذ الدجاجات
كيف ياصديقي نتفادي اصواتهم المزعجة
الحل بسيط… نأخذهم من الباب الخلفي للحظيرة ولن تشعر بشئ…
وكيف نبيعها بالسوق
انا اخاف ان يرانا احد
فكر يامحمد فثمن الدجاجة يجعلنا اغنياء نركب المراجيح ونأكل مانشتهي…
ففعلت
وذهبنا الي السوق وبعناهم بثمن زهيد… وذهبنا لنلهو ونضحك… ونركب المراجيح… وقد سرقنا الوقت…
وعدت الي البيت ببعض المبررات الكاذبة… ولم تشعر أمي بأي شئ
ثم ذهبت الي غرفتي منهمكا وغلبني النوم … واذا بأبي يصرخ قبل الفجر و أفزعني بكاؤه الشديد… وسمعت أمي تقول…
سامحني ياابو محمد لم أستطع ان أتيك بالدواء بالأمس… لقد نفذت كل النقود في يدي
فقال لها اذهبي الي السوق غدآ وبيعي تلك الدجاجات وأتيني بالدواء حتي ينقذني الله من تلك الآلام…
ثم جائت أمي تناديني…
تعالى معي إلي أسفل لنأتي بتلك الدجاجات… وأذهب بها إلي السوق لنبيعها ونأتي بالدواء إلي ابيك…
أمي لقد أخطأت
فقد سرقت وبعت تلك الدجاجات مع صديقي سمير في السوق… حتي نلهو ونأكل ماتشتهي له أنفسنا…
كيف تفعل هذا بنفسك… وتصنت لذلك الصديق السئ
قد جعل منك لصا وكاذبا
أخطأت ياأمي وندمت علي مافعلت… سامحني
يسامحك الله ياولدي
… من أين نأتي له بالدوء الأن فكانت تلك الدجاجات أخر أمل لدي
ثم ذهبت الي صاحب الصيدلية أبكي في الصباح كان يعرف أبي ويعرف علته… وطلبت منه أن يأتيني بالدواء… وسوف أعمل وأعطيه النقود…
فقال لي…
أنت صغير السن يابني فلن تجد عمل… خذ هذا الدواء وأعطيه لأبيك… وعندما يتيسر الحال… أعطني النقود
ذهبت الي أمي بالدواء وسعدت كثيراً بما صار…
ومن وقتها تعلمت أن لا أصنت إلي الصديق السيئ… ولا أفعل مايغضب الله ويثير غضب أبي وأمي مني
التعليقات مغلقة.