اللغة العربية..بقلم مدحت عبد العليم الجابوصي
اللغة العربية
بقلم الشاعر/مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
وقفَ الحبيبُ بمهجتي ودعاني.. .فطفقتُ أُرسلُ في الهوى أوزاني
وقد استهلَّ معي الحديثَ بقبلةٍ…..تركتْ فؤادي مُولعَ الأركانِ
وتكلمتْ منهُ العيونُ وقد بدا……من نشوةِ الأشواقِ كالحيرانِ
لغةُ العيونِ وكم لها من موقعٍ….في الحسنِ لايعلوهُ أيُّ بيانِ
لغةُ الجمالِ ولفظةُ القرآنِ……لغةُ العروبةِ منطقي ولساني
إني دُعيتُ لِئَنْ أقولَ قصيدةً…..في حسنِها محمودةَ الأوزانِ
فطفقتُ أنظمُ للقصيدِ مُردِّداً…..حتى نظمتُ بليلةٍ ثنتانِ
طوَّفتُ بينَ ربوعِها وفجاجِها……وبحارِها ونزلتُ في القيعانِ
وأتيتُ بالدرِّ النفيسِ ولم أزلْ……ذا رغبةٍ في الغوصِ والإتيانِ
أعريقةَ الكلماتِ من عهدِ الألى…… سكنوا الجزيرةَ من بني العربانِ
ومن العجائبِ أنها ما غُيِّرتْ…….بتغييرِ الأوقاتِ والأزمانِ
ومن المحاسنِ أنَّ فيها لفظةً……كالضدِ منها سلْ أولي العرفانِ
وترادفاً والاشتراكَ وكم لها …..من ميزةٍ في عالمِ الإنسانِ
لغةُ الكتابِ المستبينِ وأهلُها……أهلُ الفصاحةِ عندَ كلِّ أوانِ
قد سُمِّيتْ بالضادِ لا ضادٌ سوى…..في أبجديةِ هذهِ الأوطانِ
والضادُ أقوى حروفِها ولذا ترى……هذا الورى يُثني على العدناني
هو أفصحُ الآنامِ إعراباً بها…… إذ أنَّهُ حرفٌ عزيزُ مكانِ
لغةُ الجنانِ فلاتدعْ نطقاً بها……مُتباهياً بالنطقِ بالألماني
هذي اللغاتُ جميعُها محدودةٌ……ألفاظُها وتذوبُ كلَّ أوانِ
أمَّا العروبةُ ثابتٌ ألفاظُها……بل راسخٌ كالأرضِ في الأكوانِ
إنْ قالَ عنترُ قد فهمتم قولهُ.. ….أو قالَ شوقي شاعرُ الأزمانِ
والإنجليزُ تغييرتْ لهجاتُهم…….وسواهُمُ من أهلِ كلِّ لسانِ
وهي الفريدةُ في الجمالِ عميقةٌ……تهبُ الكثيرَ وكم لها من شانِ
والاشتقاقُ فإنْ أتيتَ بلفظةٍ……تشتقُّ منها سبعةً لثمانِ
بخلافِ ألسنِ من سوى العربانِ من…..عجمٍ فقد ضاقوا بكلِّ معانِ
واللفظُ موضوعٌ لمعنىً واحدٍ……لا ينقلون اللفظَ أي مكانِ
ولدينا ما يُدعى المجازُ فإنهُ……دربٌ من التوكيدِ والإحسانِ
ولدينا توريةٌ وما كنَّوا بهِ…… عن غيرِهِ كالغيطِ للحدثانِ
ولدينا تشبيهٌ وفيهِ ملاحةٌ…..ومُحسِّنٌ للفظِ أو لمعانِ
التعليقات مغلقة.