اللهُ الباطـنُ …بقلم يحيى الهلال
البطنُ في الأحياءِ جوفٌ خازنٌ
أسُسَ الحياةٍ، ولِلسّرائرِ ضامنُ
والبطنُ -معروفٌ- خلافَ الظهرِ فِ..
الإنسـان، والحـيَوانِ أمرٌ بائنُ
والباطنُ اسـمٌ فاعلٌ مِن فِعلـهِ
يصفُ( البطونَ) لِربّنا هو باطنُ
هـو باطنٌ ما دونـهُ شيءٌ كما
هـوَ ظاهـرٌ دلّـت عليهِ قرائـنُ
لا شيءَ أقربُ منهُ مقدرةً كذا
عِـلمًا وما خفيَتْ عليهِ بواطنُ
فاللهُ مُحتجبٌ بذي الدّنيا، ولم
يُدركْهُ مِن بصَرٍ، وليس يعاينُ
واللهُ مُحـتجـبٌ بنـورٍ ظـاهـرٍ
فانفِ الخفاءَ فذاكَ أمرٌ شاطنُ
ولحـكمةٍ، ثـمّ ابـتـلاءٍ لِلورى
إيمـانُنا بالغـيبِ فرضٌ واتِـنُ
ليميزَ أهلَ الصّدقِ في إيمانهم
عن غيرهمْ، والناسُ فيهِ معادنُ
أدواتُ إدراكِ الخلائقِ صُمِّمت
لِلكدحِ في الدّنيا، وثَـمّ تبايُنُ
وتجيءُ في الأخرى، وزالَ غطاؤها
فلَها نعيـمٌ، أو عـذابٌ راهنُ
فيراهُ في الأخرى عبادٌ أحسنوا
وجزاؤهم؛ أعلى الجنانِ مساكنُ
رُؤياهُ أكبرُ نِعمةٍ في وَصفها
ثُـمّ الرّضا فوقَ النعيمِ محاسنُ
إيّاكَ أن يُغريكَ حُسنُ مناظرٍ
لِحقيقةِ الأشياءِ يسعى الفاطنُ
وانظر إلى القرآن في آياتهِ
لِلكلِّ معنىً ظاهرٌ، والباطنُ
لا تدركُ الألبابُ ذاتَ إلهِنا
والنّفسُ، والشّيطانُ خصمٌ فاتنُ
صلّوا على مَن بالتّشهّدِ اِسمُهُ
نادت بِفرضٍ لِلصّلاةِ مآذنُ
……………………………………………….
البطون: خلاف الظّهور.
شاطن: بعيد عن الحق، خبيث.
واتن: ثابت.
راهن: مُعدّ، دائم.
في:/١٣/ جمادى الأولى ١٤٤٤هـ
الموافق لـ:/٦/ كانون الأول ٢٠٢٢
التعليقات مغلقة.