اللهُ المُتكبِّرُ …
بقلم يحيى الهلال
اللهُ المُتكبِّرُ
صفةُ الـتَّكبـّرِ في الضّعيفِ غُرورُ
والـنَّـقـصُ فيـهِ أصـالـةٌ وجُـذورُ
هـو عـاجـزٌ مـُتعجـرفٌ مـُتجـبـّرٌ
وهـوَ الـصـّغـيـرُ بـذِلّـةٍ وحـقـيـرُ
صـِفةُ الـتّكـبُّـرِ فـي الإلـهِ كـمالـُهُ
فـهوَ الـعـظـيـمُ وقـاهـرٌ وكـبـيـرُ
والـكِـبـريــاءُ رِداؤهُ بِـجـلالــهِ
مَـن نازعَ الـمولى طـَواهُ سـعـيرُ
فـهوَ الـمُـنـزّهُ عن نقـائصِ خلقـهِ
وهـوَ الـعـلـيُّ ومـا سـواهُ صـغيرُ
مُـتكـبّـرٌ عَـن كـلّ شــرٍّ حـالُــهُ
والـعـدلُ مِـن أفـعـالــهِ مَـنـشـورُ
والـمـؤمـنُ الـمَرضيُّ يعرفُ قَدرَهُ
مُـتـذلِّـلٌ لإلـهِـنـا ووَقـــورُ
مُـتـواضـعٌ لِـلمـؤمنيـنَ بـِرحـمـةٍ
فـالكـلّ يٌخطـئُ والحـليمُ صَـبورُ
ذو عـِزّةٍ صَـلـبٌ مـع الـكـفّـارِ لا
لا يَـنـثـنـي، هـو بـاسـلٌ وهَصـورُ
إنّ الـتـّكـبّـرَ مــانــعٌ لـِلـعـبـدِ مـِنْ
إقــرارِ حــقٍّ، والـعِـنــادُ خـطـيـرُ
والـكِـبـرُ قـادَ إلى الهـلاكِ جُنودَهُ
طـُبعتْ على تلكَ القـلوبِ شُـرورُ
إبـليسُ يُطـردُ صاغـرًا مِن رحمـةٍ
خـَسرَ الـنّجـاةَ بـكِـبـرهِ المـغـرورُ
مـَن شابـهَ الـشّيطـانَ باسـتكبارهِ
حُرمَ الجِنانَ ولهُ الجحيمُ حصيرُ
وهـلاكُ مَن سَبقوا يعـودُ لِكِبرهِمْ
عـِبَـرًا غَـدوْا عـَبـرَ الـزّمانِ تَـدورُ
إنَّ الـتـّكـبـّرَ فـي الإلـهِ جَـمـالُــهُ
وكـمـالـهُ، هـوَ في الـعبادِ فُجـورُ
فـالـلّــهُ جَــبّــارٌ عَـزيــزٌ حـاكـمٌ
غـوثُ الصّـريخِ، ولِلمطيعِ نَصـيرُ
ومَـنِ استجـارَ بـعـزّهِ نـالَ الـرّجا
ومَـنِ استجـارَ بـغـيـرهِ مـَقـهــورُ
لَـسنـا نـُحـقـّرُ مـا يُـعـظـّمُ ربُّـنـا
بِـيـَدِ الـكـبـيرِ الـعـزُّ والـتـّصـغـيرُ
اَلـلّـهُ أكـبرُ في الـدُّنـا تعلو المدى
فـوقَ الـمـآذنِ يصـدحُ الـتـّكـبـيرُ
فاهجُرْ دروبَ الظُّلمِ كن مـترفّعـًا
والـشـّركُ ظُـلمٌ في الـعبادِ كـبـيرُ
وخُذِ التّواضعَ في حياتك مسلكًا
وَدعِ الـتّكـبـُّرَ فـالـجـزاءُ عـسـيـرُ
خـُلقُ الـنّـبيِّ معَ الهُدى مِنـهاجُـنا
فهـوَ الـسّراجُ مدى الزّمـانِ يُنـيـرُ
صـلّى عليكَ الله يا غَـيـثًـا هَمـى
والـكـونُ مِـن أفـضـالـهِ مَـغـمـورُ
بقلمي: يـحـيـى_الـهـلال
في: 5/11/2021
التعليقات مغلقة.