اللهُ المُـتَـعـالِ …شعر يحيى الهلال
يـتـفـرّدُ الـمَـولـى بـكـلّ كـمـــالِ
في الإسم، أو في الوصفِ، والأفعالِ
فـهـوَ الـعـلـيُّ، عـلا بـكـلّ صـفـاتــهِ
ذو رِفـعــةٍ فـوقَ الـخـلائـقِ عــالِ
وكـذا هـو الأعـلـى فـلا يـعـلـوهُ مـِن
أحَــدٍ، هـو الـقـهـّارُ ذو الإجـلالِ
والـثـّالـثُ اسـمٌ لا حــدودَ لِـقَــدرهِ
فـهـوَ الـكـبـيـرُ بـذاتــهِ الـمُـتـعــالِ
هـو ذو الـعُلا، وعلا على أعلى العُلى
مـُسـتـعلـيًـا قـد فــاقَ كـلَّ مـعـالــي
ربٌّ تـعـالـى عـن نـقـائـصِ خـلـقــهِ
أو إفـكـِهــم، أو حـيــرةِ الـضــُّلّالِ
هـو واحــدٌ فــردٌ بـكـلّ صـفــاتــهِ
فـي الـذّاتٍ، والأفـعــالٍ، والأقــوالِ
مَـلـكُ الـمـلـوكِ؛ ومـالـكٌ لِـقـلـوبـِهـم
يـعـلـو عـلـى الأشـبــاهِ، والأمـثــالِ
خـضـعـت لــهُ كـلُّ الـرّقـابِ ذلـيـلــةً
طـوعــًا، وكـُرهــًا، مــالـكُ الآجــالِ
ربٌّ هـو الـجـبـّارُ فـي مـلَـكـوتــهِ
مـُتـكـبـّرٌ، ومُـغــيّـرُ الأحــوالِ
وهـو الـمـحـيطُ بكـلِّ شـيءٍ عِـلـمُــهُ
وهـو الـكـريــمُ، ودائــمُ الإفـضـــالِ
فـالـكـونُ صـنـعـةُ بـارئٍ، ومـُصــوّرٍ
وهـو الإلــهُ الـحــقُّ؛ دونَ مـِثــالِ
كـُن مِـن عـبـادِ الشُّكـرِ؛ تـلـقَ نعـيمَـهُ
لا مـِن عـبـيـدِ الـقـهـرِ، والأغلالِ
وعـبـادةُ الـرّحـمـنِ؛ غـايـةُ خـلـقــهِ
لـلإنـسِ، أو لِـلـجـنِّ دونَ جــِدالِ
فـاعـبـدهُ حـُبــًّا خـالـصـًا، ومُـنـزَّهًـا
خــالٍ مـِنَ الأطـمــاعٍ، والأوجــالِ
مُـتـوسّـطًـا بينَ الرّجـا، والخوف مِن
ربٍّ رحـيــمٍ؛ فـي الـمـقـامِ الـعـالـي
كـلُّ الـمـصـائـبِ في الحياةِ رسـائـلٌ
لـيـعـودَ عـاصٍ عـن طـريــقِ ضـَلالِ
وتـكـونُ مـحـوًا لـِلـذّنـوبِ، ومـِنـحـةً
فـي مـؤمـنٍ يـسـعـى لـكـلّ كـمــالِ
يـا ربُّ إنّــي تـائــهٌ، ومُـقـصـّرٌ
ووضـعـتُ فـي بـابِ الـرّجا أحـمالـي
فـأرِح فـؤادي بـالـقـَبـولِ تَـكـرّمــًا
ضــاقـت بـيَ الـدّنـيـا بـكـلّ مـجــالِ
أزكـى الصـّلاةِ على الحبيبِ مـحـمـّدٍ
تـُهـدى لــهُ؛ والـصّـحـبِ بـعـدَ الآلِ
في: ٢٢/ جمادى الأولى/ ١٤٤٤ هـ
الموافق لـ: /١٥ كانون الأول/٢٠٢٢ م
التعليقات مغلقة.