الله أكبر …شعر د . وجيهة السطل
الله أكبر …شعر د . وجيهة السطل
عندما تتساجل الأرواح :
اكتشفت مصادفةًط بعد أن أتممتُ كتابة هذه القصيدة،أنني كنت في تخاطر عقلي و روحي مع ابنتي الحبيبة الغالية الدكتورة ريهان القمري،على تباعد المسافات بيننا. إذ كتبنا في الموضوع نفسه،وعلى البحر نفسه، و الروي نفسه. عندما طافت في خيال كل منا وعقلها وروحها هذه المعاني دون أن تخبر إحدانا الأخرى . حين زلزل زلزال سورية وتركيا مشاعر أهل الأرض من العرب والمسلمين وعقولهم. واتفق الإلهام في التعبير عن تجسيد المشاعر والأفكار. بعدما توقفت كل واحدة منا تتمعن في آيات (سورة الزلزلة ) و نحن نحاول أن نتدبّر أحوال العالم في هذه الأيام.
فكان هذا الاجتهاد . الذي صنع قصيدتي.
اللهم اعفُ عنّا* واغفر لنا ، وسامحنا و تجاوز عن خطايانا
الله أكبر
١. اللهُ أكبرُ زُلزلَت. زلزالها
والله ربُّ العَرشِ قد أوحى لها
٢. وتناقلوا تفسيرهم في رهبةٍ
هذا حديثُ الأرضِ فلتُصغوا لها
٣. كَثُرتْ معاصيكم ألا فَلْتَرعَوُوا
زلزالُها يحكي لكم أهوالَها
***
٤. صَدَحَ الذي يهوى العلومَ مغرِّدًا
سرُّ الطبيعَةِ ، فاسمعوا أقوالها
٥. هذا الذي غشيَ البلادَ مُزلْزلًا
لا تحسبوا رجزًا ، عقابًا ، نالها
٦. لكنّه علمُ الطبيعة فاسمعوا
يهتزّ جوفُ الأرضِ تشكو حالها
٧.إنَّ الطبيعةَ للخلائقِ أسفَرتْ
عن وجهِها،كيما يرَوْا أفعالَها
٨. أثقلتموها بالمعاصي زُلزلتْ
عانَتْ ضغوطًا ، أخرجتْ أثقالَها.
٩.يا أيها البشرُ الشنيعُ فعالُكم
وبها عبثتُمْ، فاحصُدوا إعلالَها
١٠. فالأرضُ سخّرَها الإلهُ لخلقِه
ورأيتُمُ ردَّ العطا إهمالَها !!!
١١. ويقولُ مَنْ إيمانُه كلماتُه
اُنظرْ عظيمَ فعالِه وجَلالَها
****
١٢. هذا الحوارُ غريبةٌ أفكارُه
فالأرض تبكي لا تريدُ سؤالها
١٣.العلمُ نورٌ والعقولُ شواهدٌ
ومن التفكُّر أنْ ترى إذهالَها
١٤. والعلمُ أدركَ حينَ لاحظَ مُخلصًا
أنَّ الطبيعةَ لنْ تغيّرَ حالَها
١٥. والعلمُ لم يَضَعِ السماتِ لما يرى
بل راحَ يشرحُ، مُفهِمًا جُهّالَها
١٦. تلك الطبيعةُ نعمةٌ لكَ أُوْجِدَتْ
جزءًا من التسخيرِ ربُّكَ قالَها
١٧. ويشاءَ ربُّكَ حينَ سخّرَها لنا
جَعْلَ المياهِ حياتَها وجمالَها
١٨.خلقَ البحورَ كثيرةً ولحكمةٍ
فالشمسُ تشربُها، ترومُ وِصالَها
١٩ .فتصيرُ غيْمًا بل ركامًا مثقلًا
بالماءِ،حدّدَ ربُّنا تهطالَها
٢٠.فسَقى العبادَ، سقى البلادَ وزانَها
والغيثُ وافى سهلَها وتلالَها
٢١.فتفَتَّحتْ أزهارُها غَزَتِ الربا
وغدتْ ثمارًا أتقنتْ أعمالَها
٢٢. والنحلُ في دَأَبٍ رحيقًا تجتني
وبِوَحيِ ربِّكَ قدَّمَتُ أعسالها
٢٣.والنارُ سخّرَّها وتحرقُ من دنا
دفءٌ ونورٌ، إنْ تُرِدْ إشعالَها
٢٤.لمّا أرادَ اللهُ ألجمَ نارَهم
أن تحرقَ الداني صفاتٌ زالَها
٢٥.ما أحرقَتْه ولم تُعذِّب جسمَه
بردًا سلامًا للنبيِّ أحالَها
٢٦.هذي الخَلائقُ كلُّها بغريزةٍ
تحيا، وتقضي في رضًا آجالَها
٢٧. لو شاءَ ربُّك لاختفتْ خيراتُه
ورأى الجَحُودُ عقابَه وزوالَها
٢٨- فالله أكرمَ عبدَه في وضعِه
هذا التوازَنَ بين ماأعطى لها
٢٩.لكنّما الإنسانُ عربَدَ وافترى
عبثَتْ أصابعُه بها فاغتالَها
٣٠. فتلوّثَتْ أنفاسُنا منْ جهله
صفعَ الطبيعةَ ناويًا إذلالَها.
****
٣١. عُودوا لهُ، واستغفروا لذنوبكم
تجدُوا الطبيعةَ خفَّفت أهوالَها
٣٢.واللهُ يقبلُ من أنابَ بتوبةٍ
والنفسَ عن دربِ الحرامِ أمالَها
٣٣.زلزالُ تركيّا
وسوريّا معًا
أضحى دروسًا لا نرى إغفالَها
٣٤. ناموا، وعانقتِ الظلامَ جفونُهم
في ليلةٍ كانَ الأنيسُ هلالَها
٣٥. وصَحَوا فأصبحتِ الحجارةُ فرشَهم
والموتُ فوقَهمُ يُري أطلالَها
٣٦.أُسَرٌ وأطفالٌ قضَوا في لحظةٍ
والأمّ ثكلى فارقتْ
أنجالَها
٣٧.صوتُ الأنينِ يذوبُ في نبَضَاتِهم
والكلٌّ يرقبُ مُستغيثًا مُولَها
٣٨.والمنقِذون يُتابِعون بلهفةٍ
صمَتَ الأنينُ، فتلك لا منجى لها
٣٩.ياربُّ ضاقَتْ في الحياةِ نفوسُنا
هذي المصائبُ، وزعتْ أنفالَها
٤٠. إنّ النفوسَ ببابِ عفوِك ترتجي
ربّاهُ حقِّقْ بالرضا آمالَها
٤١. ربّاه وارحمْ كلّ من وارى الثرى
واجعلْ إلهي للجنان مآلها
التعليقات مغلقة.