الليالي الْـمِـلاح…
محمد عبد المعز
من حَقِّ الجميع، أن يَفْرَحوا ويُفرِحوا، خصوصاً في “ليلة العُمر” التي انتظروها، وأعدوا لها عُدَّتها، في إطار الشرع، ومن دون مُنكَرات ولا مُسْكِرات…!
ومن واجِب كل منا، مُشاركة مَنْ يُحِب، بما يُحِب، في ما يُحِب، بما يُرضي الله، ويباركُ هذه الليلة، ويجعلها بداية لسعادة الدنيا والآخرة.
لكن الواقِع مُختلِف، فمن الطبقاتِ الفقيرة، للأسفِ الشديد، مَنْ يستدين للإنفاق ببذخ، على “الليلة الموعودة” براقصين وراقِصات…!
وعِلةُ هؤلاء في ما يفعلون، ظنهم بأنهم بذلك كِبار، وليسوا أقل من هذا ولا ذاك، وما يزيد الطين بلة قولهم: “لماذا تستكثرون علينا الفرح”؟!
وكأن الفرحَ في غَضَبِ الله، والسعادة في ما نهى عنه، وهم في ذلك وكِبار السفهاء سواء، والفرقُ بينهما، كالفرقِ بين مسرحٍ في قرية وفندق 5 أو 7 نجوم…!
ما يخدشُ الذوقَ العام، على قارعةِ الطُرق، وفي المواصلاتِ العامةِ والخاصة…!
والأصواتُ النشاز والْـملوِّثات السمعية والبصرية “على عينك يا تاجر”…!
وما لا تُريده، تراه رغماً عنك، وتسمعه شئتَ أم أبيت، في أفراح بجدار بيتك…!
والويل لك، إن قُـلتَ إن ذلك عيب، و”عوضك على الله” إن قلت إنه حرام…!
في الأفراح، والليالي الْـمِلاح، كل شيء مُباح، لا حُرمة لبيت، ولا لشارع، ولا لجوار، والسهرات بالموبِقات، حتى الصباح…!
أما الدخولُ مع هؤلاء في مشادةٍ، ولو كانت كلامية، فسيجعلكَ من أصحابِ العاهاتِ الْـمُستديمة…!
افرحوا بـ “ليلةِ العُـمْـر” ولا تجعلوها “ليلةَ الْـمُـر” و”شهر العسل” يؤكِّدُ أن الأيامَ دِول، لأن الحَصادَ مُرتَـبِطٌ بالزَّرْع، والذرية الصالحة، لابد لها من تُرْبةٍ صالحة.
فمتى ينظرُ كل منا إلى مرآته الْـمُستوية، من دونِ تحدُّبٍ ولا تقعُّر، وينأى بنفسه، ومَنْ عليهم ولاه الله، عمَّن وما يُغضِبُ مولاه، ويتَّبِعُ سُنَّةَ حبيبه ومُصطفاه؟!
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.