المؤلف الصغير… عبد الصاحب ابراهيم أميري
قصة قصيرة..المؤلف الصغير
عبد الصاحب إبراهيم أميري
،،،،،،
أن حضوره للعروض المسرحية، وقراءة المسرحيات قد اثمرت ودفعت قلمه ليكتب، فالمخزن الكائن في راسه، لا يتحمل حفظ كل هذه المحفوظات، سلمها للقلم، لينقشها، على الورق، فكانت مسرحية، جلسة مع عزرائيل، اختطفتها جريدة الخليج، وكانت تلك المسرحية، اول عمل ينشر له وفرحته بعزرائيل باتت كبيرة تلتها مسرحية شخصيات عجيبة،. وحدث لها ما حدث لجلسة َمع عزرائيل، تمكن الشاب صالح، الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، ان يثبت وجودا بين اقرانه، يعرف بالكاتب المسرحي، تلتقي به الصحف والمجلات، ويكتبون عنه بالخط العريض،
انتظم العقل على الكتابة المسرحية، فبدات مسرحياته تظهر على الورق وتمثل في محافل محصورة،. كمسرحية، بداية الإسلام التي اخرجها في مسجد محلته، ومن ثم غبار الزمن،. دفعها إلى استاذ مادة اللغة العربية، فاعجب ايما إعجاب، وشجعه على طبعها ككتاب، ومنها بدأ شابنا يحلم، احلام الوصول، أجاز كتابه، واستنادا على قول ابيه أخذه الى المطبعة، بين التصديق او عدمه، بين الحلم واليقظه ظهر الكتاب. يحمل اسم الكاتب وصورته
،،،،،،،،،،،،،
وجد صالح نفسه يخترق سوق المغايز، حاملا وليده الأول،. مسرحية غبار الزمن بالف نسخة، بعربة خشبية، يدفعها رجل ستيني وهو يردد
-بالك يا ولد بالك،
محطتهم كانت محلة الخندق، اجتاز مكتبة الملا خلف، أدى التحية. فجائه الرد بحماس اكبر
-مبروك يويه، تستاهل
بدا صف الكتب في غرفته والفرحة لا تطيقه، حقق المراد الذي كان يقصده،
اخذ عددا من الكتب إلى اساتذته ليقفوا على منجزه، فاقترحوا عليه التوزيع.
تصفح صاحب دار التوزيع، الكتاب، ثم الكاتب وابتسم،. ابتسامة فيها ألف معنى
-“كم نسخة طبعت
-ألف نسخة
-عفيه عليك، اي احنه نوزع كتابك
-اشكد يطول توزيعه
حسب ما تريد، بس عادة سنه ونتحاسب. انوزعه للمحافظات وبغداد ، الينباع ينباع والماينباع يرجعلك
الحساب شيصير
-بعد رجوع التوزيع انر جعلك بقية الكتب ، والمبيوع نتحاسب علية
-اشكد يرجع من الكتاب
ابتسم الموزع واشاره إلى ركن من المخزن، قرأ فيها صالح عناوين كتب عائدة من التوزيع وقد ذهب بريقها من شدة نور الشمس، عندها تجسد صورته وهو يدفع كتبه بعربة خشبية، طار بريقها، يرتدي الملابس السوداء حزنا على خسرانه الجولة،
سافر رغم صغر سنه إلى بعض المحافظات الجنوبية وزع عددا قليلا منها وهو يبحث عن حل جوهري، فسرعان ما وجد الحل، لجأ إلى مديرية التربية والتعليم بالمحافظة ، عارضا مؤلفه، افتخروا به كاتبا وعمم الكتاب للمدارس،
فبدا بزيارة المدارس ومعه كمية من الكتب يدخل للصفوف يشرح كتابه، خمسين فلسا باع الكتاب الواحد ، والطلاب يصفقون للمؤلف الصغير
عبد الصاحب إبراهيم أميري
،،،،،،،،
التعليقات مغلقة.