الماء والكلأ والنار د.أحمد دبيان
الماء والكلأ والنار د.أحمد دبيان
الهواء والماء والكلأ والنار ملك للناس جميعاً والهواء الذى يحيط بنا إحتياج أساسى للوجود .
ولأنه وكما قال القدير
“إنا كل شئ خلقناه بقدر “
كان الهواء بتكوينه الغازى يحمل النسبة الأساسية التى نحتاجها من الأوكسيجين وهى نسبة تخضع لقانون صارم تجعل هذا الغاز الحياتى لا تتعدى نسبته الواحد وعشرون بالمائة.
يتكون الهواء من ٧٨٪ من غاز النيتروجين (الآزوت) تقريباً،
٠،٩٪ من الآرجون ومن بعض الغازات النادرة (الأوزون، ثاني أكسيد الكربون وغيرها) ليتبقى الأكسيجين بنسبته تلك صانع سر الحياة.
الأكسيجين أساسى لكل الوظائف الحيوية فى الخلايا والأعضاء وبدونه يختل التمثيل الغذائى ليتحول الى تمثيل لا هوائى باحماض شديدة الضرر قد تؤدى الى فرط حموضة تفضى للوفاة .
تتفاوت الأعضاء فى تأثرها الزمنى بنقص الأوكسيجين ، ليتصدر المخ هذه الأعضاء فى عدم القدرة على الإحتمال والتلف الغير مستعاد فى خلال دقيقتين .
وحين تقل نسبة الأوكسسجين الى أقل من خمسين بالمائة تشبع فى الدم قد ينتهى القلب إلى التوقف عن الخفقان.
الرئة هى العضو الذهبى المايسترو فى سيمفونية تبادل الغازات .
وهى الموكل بها حمل الأوكسيجين من الأنف الى القصبة الهوائية للشعب والحويصلات ليحدث التبادل الذهبى ما بين الأوكسيجين بنسبته الى الدم
ولتخرج غازات الميتابوليزم من الخلايا وابرزها ثانى أوكسيد الكربون .
أى مرض يتسبب فى ملئ الحويصلات الهوائية بالسوائل او سدة الشعيرات الهوائية فى مهد الحويصلات او تلف نسيج الرئة يؤدى الى اختلال وظيفة الرئة واختلال فادح فى تبادل الغازات .
مع تفشى وباء الكورونا وانهيار المنظومة الصحية لكثير من الدول ظهرت الحاجة الى العزل والعلاج فى البيوت ليبقى العلاج الاساسى الداعم لمرضى الكوفيد ١٩ والذين يعانون من نقص فادح فى الاوكسيجين فى الدم هو القدرة على الإبقاء على نسبة تشبع أوكسيجين فوق التسعين بالمائة باقل نسبة اوكسيجين خارجى .
العلاج بالأوكسيجين الخارجى له اضرار أيضاً وتتراوح النسبة الداخلة ما بين ٢٤٪ بمعدل مد لتر واحد فى الدقيقة للقنية الأنفية الى ٤٤٪ بمعدل مد ستة لتر فى الدقيقة.
يكون تحديد نسبة الأكسيجين أكثر دقة بماسك الفنتورى .
ليرتفع قليلا مع قناع الوجه الى نسبة خمسين بالمائة ، ولينتهى الى ثمانين بالمائة مع قناع الوجه ذو الكيس مع معدلات تدفق هواء تصل الى ١٥ لتر .
ولننتهى لنسب أكثر دقة فى تحديد تركيز الأكسيجين الداخل
FIO2
بجهاز القنية الأنفية ذات التدفق العالى
High Flow Nasal Cannula
( HFNC )
والذى نصل فيه
الى نسبة تركيز ثمانون بالمائة للهواء الداخل
او لجهاز جهاز الضغط الايجابي المستمر لمجرى الهواء وجهاز الضغط الايجابي المستمر لمجرى الهواء ذو المستوى الثنائي الذى تصل فيه نسبة تركيز الهواء المتحكم فيه الى مائة فى المائة .
ولننتهى الى تحديد كامل لنسبة تركيز الأوكسيجين فى أجهزة التنفس الصناعى التداخلى .
للأوكسيجين سمية عالية وخصوصاً مع نسب تركيز مستمرة أكثر من ستين بالمائة
FIO2 >60%
ولمدد أكثر من ٢٤ ساعة
وحين يحتاج المريض الى هذه النسب العالية يكون ذلك على حساب عمليةالتبادل ذاتها .
ارتفاع تركيز الأوكسيجين الداخل يؤدى الى انكماش فى الحويصلات الهوائية بسبب نقص النيتروجين داخل الحويصلات كنتيجة لارتفاع تركيز الأوكسيجين الداخل ما يجعل نسيج الرئة أكثر عرضة للتعرض للعدوى البكتيرية .
مع استمرار تعرض الرئة لتركيز اوكسيجين عالى تظهر تغيرات فى الخلايا والنسيج فد تتسبب فى متلازمة الضائقة التنفسية البالغة
ARDS
وتدمير اضافى للرئة .
العلاج بالأوكسيجين يحتاج الى اشراف طبى كامل ومع ازدياد الإحتياج اليه فى المنازل مع جائحة الكورونا يجب وضع نظام صارم للمتابعة الطبية للمرضى الذين يتم علاجهم داخل البيوت.
التعليقات مغلقة.