موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

المتسلقين على أكتاف الآخرين بقلم د. حاتم عزات كريزم

2٬555

المتسلقين على أكتاف الآخرين بقلم د. حاتم عزات كريزم

لماذا لا يؤمن الأقوياء بتسلطهم والمستنفذين بألاعيبهم بان هنالك مسالمين ينشدون الأمان مقابل تقديمهم جل عطاءاتهم وكل وقتهم وهم يرغبون باستمرار الحياة بوجهها الأجمل؟ لو قلت لكم أني عرفت الكثير من هؤلاء المتسلقين على أكتاف أصحاب الهمم من اجل مصادرة جهودهم لتشوقتم لمعرفة المزيد عنهم لما تعانون من أمثالهم أو تخشون الوقوع تحت تأثيرهم.

لابد انك صادفت أو عملت في مكان ما مع شخص يكثر الكلام ويجيد لغة التخاطب ولديه ما نطلق عليه بالعامية ( السحجة ) أو الفراسة في التلاعب السريع في الكلمات وترتيب الجمل ومعرفة كيفية استدراجك ولفت انتباهك لحديثه لكي تسهل عملية إيصال الرسائل تباعا لك، حتى تشعر بأنه من النوع المميز الذي يخدم رغباتك وتوجهاتك فتتمايل عليه وتتصور بأنه الأجدر والأحب إلى قلبك من بين الجميع ، وقد تتصوره المنقذ دون رجوعك إلى العقل والمنطق بان ما حصل مجرد سماعك كلمات رقصت على أوتار أذنك فطربت لها مشاعرك فأشعرتك بتلك النشوة التي جعلتك تحكم على الأشياء بهذه السرعة ( يذيقك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب ) .

أو صادفت من يجيد الحركات البهلوانية حين تسير معه وهو يقفز بحركات شمبانزية ليلفت انتباهك بأنه مهتم بك ويرسم لك هالة من الغرور تشوه إطارك الحقيقي في عين من ينظر أليك واقصد العين البصيرة وليس التي تتأثر بالأشياء كما تأثرت بذلك الشخص، وحين تطلب منه خدمة ينتفض بسرعة باستخدام الموبايل ويتصل بأشخاص مجهولين تتصور بأنهم أصحاب شان كبير في قضاء حاجتك.

وقد يفرض أحدهم نفسه عليك في تحركاتك فيحاول أن يستبقك بخطوة لدخول مكان تقصده أو يسارع بالإجابة حين يوجه لك سؤال من شخص ما أو يقاطع حديثك ليتواصل مع الآخرين على حسابك وقد يصادر كل جهودك في لحظة حرجة لينسبها له فيتسلق بها على خصرك أو كتفك أو يصعد على راسك من اجل أن يدفنك في التراب ويبقى هو في الصورة.

وأمثال هؤلاء لديهم القدرة والهمة العالية في ممارسة هكذا أفعال من السحق والتهميش والإقصاء لكن ليس لديهم القدرة على خوض تجربة عمل لوحدهم بعيدا عن الآخرين وبمعنى أخر فهم بحاجة إلى حواضن تشتد فيها سواعدهم فيأكلون جدرانها ليشعروا بقوتهم في البقاء، وقد يكونوا مشخصين لدى الكثيرين ولكن العاطفة تغلب على أكثرنا في ضرورة غض النظر حتى لو تسبب في ذلك ضرر.

من يقع تحت تأثير هؤلاء ويكتب الله له أن يتصدر المسؤولية فيما بعد يشعر بكل صغيرة وكبيرة تدور من حوله وفي مجال عمله ويشخص هكذا نماذج ويبعدهم عن الآخرين ويحجم عملهم لينصف المستضعفين ومن يبقي تحت تأثيرهم مصيره الاكتئاب والإمراض المزمنة وأخيرا قد يترك العمل الذي امن به وتلك الطامة الكبرى.

فيا من تبحث عن النجاح لا تتعجل في تحصيله وأصبر حتى ولو لاحت لك نجاحات الآخرين لا تأخذها لأنها ليست لك فأن تفشل في حياتك العملية خير من تفشل في حياتك الأخلاقية فكل فشل معقول إلا الفشل في الأخلاق فأصبر حتى ولو طال سلم النجاح فلا بد أن يأتي يوم وتصل لنهاية السلم وحينها تنعم بالنجاح الحق نجاحك وأنت وليس نجاح غيرك.

التعليقات مغلقة.