موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

المتسول …عبد الصاحب إبراهيم أميري

162

قصة قصيرة.. المتسول

عبد الصاحب إبراهيم أميري


،،،،،،،،،،،،،،
فؤاد هو الإبن الوحيد لابوين بلغ بهما الكبر، وهذا كان سببا كافيا بالاعتماد على نفسه في تنفيذ شوونه اليومية في صباه، سأل والديه مرارا عن الفرق الشاسع بين عمره وعمرهما، فيسمع الرد واحدا من كليهما

  • رزقنا الله بك بعد مرور عشرين عاما على زواجنا، بعد أن طرقنا أبواب الأطباء من شمال البلاد حتى جنوبه، الإ أن أملنا لم يخيب، وأن رحمة الله نزلت علينا متأخرة، وأن في ذلك لحكمة، لتكون لنا عصا ان عجزنا تماما،
    هذه الجمل حفرت في ذاكرته حفرا، لا يمكن أن تمحى، وانها كانت مادة لإنشاء
    كتبه وحصل عليه درجة كاملة. وبقى انشاءه عاما دراسيا كاملا في لوحة الإعلانات
    حاول الأبوين ان يحققا لابنهما الوحيد كل وسائل الراحة ليواصل دراسته. فكانا له نورا وطريقا معبدا وحنانا يعتمد عليه ، حتى تمكن من أن يضع اقدامه في إحدى الجامعات، وتثمر الأماني ويكون ذا شأن، كما كانا يطلبان منه
  • منذ أن أتيت للدنيا وأنا أحلم ان تكون رجلا رفيع المستوى، لا كحالي أعمل من أجل قوت يومي،
    اعتاد الإبن البار أن يقبل يدي والديه مساء كل ليلة قبل أن يأوي للنوم اليدين التي أعطت الكثير. ليكون ما يكون
    تجاوز الأب السبعين من عمره، وفقدت الأم بصرها ، فاصبح عصا أبويه القعيدين، كما كانا يعتقدان، و شعر بالمسؤولية وتحقيق مستلزمات البيت والاهتمام بوالدية، والعمل إلى جانب الدراسة،
    خلقت منه الحياة عجينة، شديدة البأس، قوية، رقيقة، انسانا بمعنى الكلمة، لن يعود للبيت مالم يضع مصروف البيت أمام والديه، ولا ينام ما لم يجبره الإرهاق على النوم،
    هذه الحالة كانت سببا في أن يفكرا بأمر زواجه، رفض ابتدأ وقبل أمام بكاء أمه
    -أمنيتي ان أبصر أولادك يا فؤاد
    كان هذا إسمه، ولم ينتخب اسمه عبثا. فكان فؤاد، فؤادهما وقلبهما النابض،
    وبين يوم وليلة وجد فؤاد نفسه في قفص الزوجية، وهو لا زال طالبا في السنة الثانية من الجامعة، صح ان بعض شؤون البيت تحملتها ربة المنزل الجديدة،. إلا أن مشاكله المالية أصبحت بالواجهة. خاصة عندما أخبرته زوجته أمرا حلق فرحا
    -فؤاد، أني حامل
    ركض صوب ابويه يقبل يديهما
    -أماه. سأصبح أبا وأنت جده. أمانيك يا اماه تحققت
    بكت أمه بكاء الفرح، ورفعت يديها للسماء. تشكر الباري على هذا العطاء
    ومن يومها طرق أبواب العمل، فلم يجد بابا يفتح له إلا باب مطعم يبحث عن عامل لغسل الصحون والاطباق،
    كان من الصعب أن يقبل ذلك، واباه يحلم
    -منذ أن أتيت للدنيا وأنا أحلم ان تكون رجلا رفيع المستوى، لا كحالي أعمل من أجل قوت يومي،
    هذه الجمل كانت كافية للرفض وخوفه ان لا يكون مثل ابيه الذي قضى عمره في مهنة البناء عاملا ينقل الطابوق من مكان لاخر، حتى غلبه الإرهاق فبات عاجزا في ركن من البيت قعيد،. قبوله العمل في المطعم، كان سببا في ان لا يقلق بعد الآن طيلة النهار، كيف يذهب للبيت من دون مصروف
    بدا العمل فور قبوله ، ونسق وقته بين الذهاب للجامعة صباحا والعمل في المطعم، حتى بعد منتصف الليل، وأحيانا كان يعود قرابة الثالثة صباحا ، ليبدا في الصباح فصل جديد، فجاء مولوده. وانتقل للسنة الثالثة. ولا يشكو حاله. ولا أحد يعلم إين يعمل وماذا يعمل، وجمل أبيه تكرر امام ناضره كل يوم

-منذ أن أتيت للدنيا وأنا أحلم ان تكون رجلا رفيع المستوى، لا كحالي أعمل من أجل قوت يومي،
،،،،،،،،،،،.
كان فؤاد يطوي الأيام على عجل لينهي الجامعة ويخرج من هذه الحالة التي بدأت العائلة تشك بمكان عمله، ورائحة صحون الطعام لا تفارقه مهما كان يستعمل من عطور، وسؤال زوجته المتكرر
-فؤاد أليس من حقي أن أعرف إين يعمل زوجي، تسألني أسرتي ولا أجد جوابا
-ستعرفين
-متى
-في حينه
،،،،،
الساعة الثانية ظهرا والمطعم مزدحما بالرواد، وفؤاد مشغول بغسل الصحون المتراكمة. إذ رن نقال فؤاد. وهذه هي المرة الأولى التي قرر الرد على النقال بعد أن عرف المتصل زوجته،
لم يسمع منها شيئا لازدحام المكان، وصوت طلبات صاحب المطعم، والأهم عويل وبكاء زوجته
-اسرع فؤاد. ، اسرع ، ولدي سيضيع منا.
دارت الدنيا براسه. وكان يرغب في إسكات الأصوات المتراكمة والمزدحمة في المكان، فاخذ يرمي بالصحون ارضا وتتهشم حتى أستطاع أن يفهم بأن إبنه مريض، وعلى اثرها اقبل صاحب المطعم يريد أن يعرف ماذا يجري في مطعمه،
-“ولدي مريض وعلي ان أخذه للطبيب
-أن الوقت لا يعد مناسبا، لتترَك العمل في مثل هذا الوقت
-ولدي سيذهب من يدي
-هذا شأنك، اطلب من اي كان أخذه للطبيب
-لا أحد عندي
-يجب أن أذهب
يقف امامه صاحب المطعم سدا يدفعه،. يقع ارضا ، يرمي بملابسه ويسرع نحو البيت
،،،،،،،،
شفى إبنه مما فيه وفقد عمله وبات كل يوم همه الوحيد كيف يحقق قوت عائلته، في إحدى الليالي عاد منتصف الليل خائبا، استقل حافلة للركاب، وهو لا يرى ولا يسمع إلا ما حدث ذلك اليوم المشئوم، الذي تسبب بطره وفقدان عمله
ولدي مريض وعلي ان أخذه للطبيب
-أن الوقت لا يعد مناسبا، لتترَك ال

عمل في مثل هذا الوقت
-ولدي سيذهب من يدي
-هذا شأنك،
قطع تاملاته صوت رجلان، يشغلان المقاعد الأمامية وهما يتحدثان عن دخلهما لهذه الليلة. فوجده يعادل دخل شهر كامل لعمله في المطعم، فنظر في حالهما، فتبين الاستجداء، فظل بنصت حتى عرف بعضا من اسرار هذه المهنة المربحة
في مساء اليوم التالي تنكر، كي لا ينكشف أمره ، استقر عند بوابة الجسر، كما عرف انه المكان المناسب لتحقيق الدخل المناسب مادا يديه وهو يرتجف خوفا مما يفعله
كانت ليلة حبلى بكل المصائب والآلام. اذ كان يعتقد إنه يسرق الناس بهذا الأسلوب القبيح، ومن الصعب عليه المواصلة حتى النهاية،
جن جنونه ورمى بملابسه التنكرية والنقود في النهر وولى راكضا وصوت ابيه يلاحقه

-منذ أن أتيت للدنيا وأنا أحلم ان تكون رجلا رفيع المستوى، لا كحالي أعمل من أجل قوت يومي
سهر تلك الليلة يدون سيرته الذاتية ومعاناته وارسلها للنشر. لقيت استحسانا، وعلى اثرها وجد طريقا، للعمل في إحدى المجلات الثقافية محررا

النهاية
عبدالصاحب ابراهیم اميري

التعليقات مغلقة.