المتهور
قصة قصيرة
تأليف : محمد كسبه
سبحان الله ابنتي تغيرت تماما مثلما كنت أريد ، أصبحت عقلانية أكثر من اللازم هادئة على غير المعتاد ، تصلى بانتظام ، تواظب على المذاكرة باجتهاد ، تحب الملابس الكلاسيك التي لا تصف و لا تشف ، تسمع كلامي و كلام والدها و تتعامل مع الجميع باحترام ، تغيرت كليا أصبحت كما أريد حرفيا أنا كأم فخورة جدا بها ذات الستة عشر عام ، لكن هناك شعور يساورني بالقلق تجاهها فهي تحضن الوسادة حين تنام و في وقت الفراغ أراها تغني و تتمايل كالفراشة على أنغام الموسيقي ، لا أعلم ما في الامر .
ذات مرة وجدتها تبتسم و في يدها الهاتف ، نظرت إليها فانزعجت و قبل أن أسحب الهاتف منها غيرت الشاشة إلى تطبيق ألعاب ، لم أقتنع فالألعاب لا تحتاج الرومانسية التي كانت تبدو عليها ، بحثت في محادثاتها ، علمت أنها على علاقة بشاب يكبرها بثلاث سنوات في الجامعة ، لم أتمالك نفسي ، ضربتها بتهور و بشدة و أخشي أن أخبر والدها .
في اليوم التالي قرأت الرسائل بتمعن ، وجدت كل تصرفاتها الجيدة كانت بتعليماته و نصائحه ، في الحقيقة هو نجح في تغيير ابنتي للأفضل .
إتصلت به فرحب بي و أكد لي أنه يحبها و ترجاني ألا أمسها بسوء ، وعدني أنه سيخطبها فور تخرجه .
أثناء المحادثة خطف زوجي الهاتف و أطلق عليه سيلا من الشتائم ، ثم انهال علي بالضرب ، و أنا الأن في المستشفي مكسورة و مطلقة ، يا ليتني لم أتصل به ووضعت الأمر برمته بين يدي والدها المتهور .
التعليقات مغلقة.