موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

المتواليـــــــــــــــات “دراسات في التصوف “..تأليف: دكتور/ يوسف زيدان… عرض وتقديم: حاتم السيد مصيلحي

496

المتواليـــــــــــــــات (دراسات في التصوف). تأليف: دكتور/ يوسف زيدان

عرض وتقديم: حاتم السيدمصيلحي
ط. الدار المصرية اللبنانية 1998


مازال التصوف الإسلامي من الأمور المختلطة في أذهان الناس،فمنهم من يحسبها رهبنة إسلامية، وتجردًا من متاع الدنيا وزينتها ولبس خشن الثياب ( الصوف)، أو ضربًا من الدروشة والهيام والوصال، وغفلوا كونه علما يتدارسه الباحثون،وينشغل به المفكرون،يقول عنه ابن الحاج في كتابه ” المدخل “:
ليس التصوف لبس الصوف نرقعه
ولا بكاؤك إن غنى المغنونــــــــــــا
ولا صياح ولا رقص ولا طرب
ولا اختباطا كان قد صرت مجنونــــا
وأن تُرى خاشعا مكتئبـــــا
على ذنوبك طوال الدهر محزونــــــــا
ويقول المؤلف في مطلع كتابه عن التصوف” إن التصوف ملمح إنساني عام، لا تكاد حضارة واحدة تخلو منه،فهو نزوع أصيل في بني البشر، ومن ثم نجد التصوف في اليونان القديمة، ومن قبلها الهند وبلاد فارس ومصر القديمة،ونجده أيضا في سائر الديانات والملل والنحل،فالخبرات الدينية المختلفة تحفل بنماذج تصوفية،كالنرفانا الهندية، والقبالة اليهودية، والرهبنة المسيحية.”
ويؤرخ لبداية التصوف الفعلية مع البواكير الأولى للحضارة العربية الإسلامية امتد معها حتى يومنا هذا، وجعله بمثابة عربة الإسعاف والإنقاذ،فإذا انهمك المسلمون الأوائل في جني ثمار الفتوحات ضرب لهم صوفية عصرهم أروع الأمثلة في الزهد والتعفف،وإذا انهمك الناس في الترف أيام عز الإسلام كانت الصوفية جرس إنذار يحذر من التهتك على المتاع الدنيوي،ويدعو للمرابطة في الثغور، فإذا جاء المستعمرون صار مشايخ التصوف حملة لواء التحرير والجهاد.

 وكان للتصوف مفرداته ومفاهيمه الخاصة به،مثل:( الوصل، والتواصل،والوصول…) فالوصول هو الغاية التي يطمح إليها العاشق الصوفي مريدا كان أم شيخا،وهو ما يكون عبر الإشارات الربانية التي تتجلى على القلب الصوفي في رؤية منامية،أوحال مفاجىء،أو حدث صادق،أو بصيرة نافذة، ومع الوصل ينشأ " الوجد الصوفي " الذي يكاد يصحب أهل التصوف في كل أوقاتهم،ومن هنا عرفوا بأهل المواجيد.

أما الوصول فهو على نقيض الوصل،فالوصل ممكن والوصول مستحيل،وقد يقول الناس عن شيخ إنه واصل وماذاك إلا على سبيل المجاز،ولذا نبه الصوفية إلى استحالة ” الوصول “،فقال بعضهم: من زعم أنه وصل فقد كفر.
وجاء الفصل الأول بعنوان:” الحلاج ومحاولة تفجيــــــــر اللغــــــــة “
ويعرض فيه المؤلف لمأساة الحلاج الشهيرة،والتي أُلف فيها العديد من الكتب،مثل:( عذاب الحلاج) للمستشرق ( لوي ماسينون)،ومسرحية مأساة الحلاج ل(صلاح عبد الصبور) والذي كان إعدامه 309هـ نقطة تحول في تاريخ التصوف، وسببا لنشأة قاموس لغوي جديد لا تألفه الأسماع ولا يفهمه الدهماء، في وقت باتت فيه اللغة العادية ليس في إمكانها أن تصور الدقائق الصوفية،ومن ثم لم يكن أمام الحلاج سبيل للاستعانةبما سبقه وماعاصره من التراث اللغوي الصوفي،ومن ناحية أخرى لم يكن في إمكانه أن يسكت أمام طوارق الأحوال.
فكان عليه أن يؤسس تراثا لغويا صوفيا، وأن يجد مخرجا يتجاوز أزمة اللغة التي تحول دون التعبير عن حقيقة الحال الذي يعانيه، فكان عليه أن يجرب، وهو القائل:
للعلم أهل وللإيمـــــــان ترتيب
وللعلـــــــــوم وأهليهـــــا تجاريب
ولما كان الشعر الموزون هو أحد السبل التعبيرية المتاحة أمام الحلاج، فهو لم ير بأسا في جعله مجالا للتجريب، ولكن الحلاج لم يستطع أن يصل بالشعر إلى درجة من النضج اللغوي أو الصوفي،وقد أورد الحلاج كلمة ” الحلول ” التي يمكن تأويلها صوفيا على أي وجه من الوجوه، فإذا به يختم بها بكلمة أشد خطرا،” المزج “
ويرى المؤلف أن الشعر قد جرف الحلاج فأتى بكلمتين من قاموس الممنوع العقائدي، فهل كان الرجل بالفعل يقصد الحلول والمزج؟
ويجيب الحلاج بنفسه عن هذا التساؤل في شهادة نثرية،ينفي بشدة ماأثبته في شعره، فيقول عن المزج ما نصه: من ظن أن الألوهية تمتزج بالبشرية فقد كفر، وعن الحلول يقول: إن معرفة الله هي توحيده، وتوحيده تميزه عن خلقه، وكل ما تصور في الأوهام فهو تعالى بخلافه، كيف يحل مامنه بدا.

ويتحدث الفصل الثاني عن: الغوثيـــــــة 

ويفرد الحديث فيه عن النثر الصوفي، وأثره في الثقافة العربية والإسلامية خلال القرنين الثاني والثالث الهجريين،وتمثل في رسائل الجنيد،وطواسين الحلاج،ومواقف النفري ومخاطباته، وفصوص ابن عربي وفتوحاته،وشروح النابلسي……الخ

وتناول المؤلف في الفصل الثالث: كرامات الصوفية: متحدثا عن مدى حدوثها، وقد أفرد القشيري المتوفى 465 هـ في رسالته الشهيرة أشار خلالها إلى أن وقوع الكرامات للأولياء جائز، وفرق بين الكرامات التي هي للأولياء، والمعجزات التي هي للأنبياء.. ثم يقول: لو لم يكن للولي كرامة ظاهرة عليه في الدنيا، لم يقدح عدمها في كونه وليا، بخلاف الأنبياء، فإنه لابد أن تكون له معجزات.

وفي الفصل الرابع، كان الحديث فيه عن أبي حيان التوحيدي، هل كان صوفيا أو فيلسوفا:
وينتهي المؤلف إلى أن أبا حيان التوحيدي لم يكن صوفيا بل كان من المتطفلين على أهل السلطة والنفوذ راغبا في جمع المال والثروة وهو القائل عن نفسه: ( ولقد اضطررت إلى بيع الدين والمروءة وإلى تعاطي الرياء والسمعة والنفاق، وإلى مالا يحس بالحر أن يرسمه بالقلم)، وقد وصفه ياقوت الحموي: إنه فيلسوف الأدباء، وأديب الفلاسفة.

وجاء الفصل الخامس عن " عفيف الدين التلمساني " وعرض المؤلف لديوانه المخطوط معلقا عليه. 

وأفرد الفصل السادس للحديث عن:  التصوف والأخلاق في كتابات زكي مبارك، حيث تعرض بالنقد والتحليل لكتابيه الأخلاق عند الغزالي الذي نال عنه الدكتوراه سنة 1942م، والآخر التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق، والذي نال عنه الدكتوراه الثانية. 

وتمم الكتاب بالفصل السابع، الذي عرض فيه لتاريخ الإلحاد من خلال كتابات الدكتور عبد الرحمن بدوي.
ومن ثم جاء الكتاب متحدثا عن التصوف الإسلامي، وموضوعاته، وإشكالياته، مصححًا للمفاهيم المغلوطة.

التعليقات مغلقة.